الإرهاب عصى الإصلاح الغليظة

2023-01-14 11:25



وحش فرانكشتاين

تتدافع الأسئلة المضطربة حول خارطة علاقة الإرهاب القاعدي مع أطراف الحرب في اليمن، وتحديداً الطرفان المذهبيان الأكثر صخباً في إدانة الإرهاب والأكثر تداخلاً وتخادماً معه.

طرفان يشتغلان على موضوع الإرهاب، أحدهما الإخوان يرى فيه ذراعه المنفلت وعصاه الغليظة ، لتنفيذ العمليات التي لا يريد أن يدفع تبعاتها السياسية، كعمليات الإغتيالات للخصوم ، وخوض الحرب ضد من يجلس معهم على طاولة واحدة في مجلس الرئاسة -قوات الإنتقالي- ، بحروب الأحزمة الناسفة والعبوات المفخخة ، فيما الطرف الآخر الح وثي يوظف القاعدة لخدمة مشروعه التوسعي ، بتقديم الخدمات الإستخبارية اللوجستية وضخ العبوات الناسفة وتأمين الممرات الآمنة وملاذات الحماية ، مقابل تحقيق هدفين الأول تحييد مناطق سيطرة الح وثي وتجنيبها العمليات الإرهابية ، وتعظيم قوة القاعدة لخوض الحرب المكملة والمتسقة مع مشروعه جنوباً.

أخطر مافي هذا التخادم ثلاثي الأبعاد والأطراف ، أن التعاون قد ذهب بعيداً عبر رفع الح وثي لقدرات القاعدة التصنيعية للعبوات الناسفة، وبلوغها نقطة صفر خطأ في إستهداف قوات الخصوم المشتركين، كما هو حال عمليات أبين.

ليس هذا وحسب فخطر الإرهاب يتخطى الحرب التقليدية ،وينذر بكارثة حقيقية بعد أن كشفت مجلة “النيوزويك” الأمريكية بناء على معلومات إستخبارية حساسة وعالية المصداقية، إن إيران زودت الح وثيين بشحنة يورانيوم مخصب ، وان جزءاً منه أستولت عليه القاعدة في البيضاء.

إن صحت هذه المعلومة الإستخبارية ، فإننا نكون أمام إمتلاك مقومات صناعة قنبلة قذرة ، تقلب موازين القوى وتنقل الحرب من القتل الفردي إلى الإبادة الجماعية، ومن الضحايا الأحاد إلى مئات ألوف من الضحايا.

مع أن للإرهاب هوية ومسار سياسي ودين يحتمي خلف تأويل نصوصه ، إلا أن إرهاب اليمن المتداخل برؤوسه التنينية المتعددة ، يثبت أن الإرهاب لا مذهب له ويستطيع أن يقدم خدماته كبائع موت متجول لجميع الأطراف المتصارعة ، ويخدم الأجندات المتعارضة في الخطاب المعلن، المتسقة والمتوافقة الأهداف في تنسيقات تحت الأرض وخلف الغرف المغلقة.

هذا الإرهاب يشبه وحش فرانكشتاين ، غداً سيتضخم ويلتهم الجميع بمن فيهم الممولين، بعد أن يخرج عن السيطرة.

خالد سلمان

.