ضاع الجنوب بكل مقوماته

ابشع ابتسامة شاهدناها للمحتل عندما ضاع الجنوب بكل مقوماته الشعبية وقدراته القتالية و مصادره الاقتصادية ، وتم مسح تاريخه العظيم واستنسخ بدلاً عنه تاريخ تافه لايشرف الاجيال ، كانت مناهجنا التعليمية راقية تضع الأجيال على طريق من نور ، واستبدلت بمناهج التبليد كي تنشر العتمة ، الجمت ألافواه وقيدت السواعد وظهرت علامات الاستسلام واطمئن المحتل لهذا الاستسلام فشق طريقة ليعيث في الارض الفساد ،فحترقت صدورنا بنار الواقع فكان لابد من علاجها والدواء مبعثر هنا وهناك والنار تزداد اشتعال في الصدور وكان لابد من لملمة وجمع الدواء فكانت أول خطوة لجلب العلاج هي خطوة التصالح والتسامح وسرعان ما أن تعاطيناه فستشعر المحتل خطورة ذلك الدواء فتحولت النيران من صدورنا إلى صدره وجن جنونه كونه يدرك أن في التصالح والتسامح الجنوبي بداية لنهايته ، فعلاً تم كسر القيود وتخطينا حاجز الخوف وتحررت السواعد وانطلقت أصواتنا كرصاص قتلت معنوية قطعان المحتل ،

صحيح قدم الجنوب قوافل من الشهداء والجرحى ولكنه حقق الانتصارات المتتالية والمتسارعة حتى اضطر المحتل ليستخدم عناصره من المرتزقة وأصحاب الشرائح المتعددة ليضرب بهم النسيج الاجتماعي والقبلي الجنوبي بزع الفتن وبعثرت الصفوف ودعم الكيانات المناهضة للمشروع الجنوبي ، كل تلك الأعمال والممارسات القذرة التي استخدموها ولازالوا يستخدموها ليعيدوا بنا إلى المربع الأول ففشلت وفشلوا بسبب أن النار التي كانت في الصدور تحول وقودها والحطب إلى شجرة عملاقة ثمارها الحقد والكراهية لكل من تأمر وشارك في تدمير الجنوب ، ولهذا على جميع احرار الجنوب أن يتمسكوا بمبدأ التصالح والتسامح كونه قيمة عظيمة ومصباح ينور طريق حريتنا واستقلالنا .

*- عقيد هندسة طيران/محسن علي حمود