موعظة لا انتقاد

2023-01-04 10:28

 

اعلا الدين قيم الاخلاق ، وضرب كل عادة جاهلية ضارة بها ، وسعى الى تأسيس مجتمع التأخي بقواعد روحانية فاضلة ظلت محفوظة في الموروث ومفقودة في السلوك .

ربما تقف وراء حالة الانفصام العامة في شخصية الرجل المسلم وبالذات العربي منهم ان لم تكن احد المسببات الرئيسة في حالة الاضطربات النفسية الحادة  التي يعانيها اليوم في حياته  ، وظل للاسف الشديد حريصا على توارثها في اجياله المتعاقبة منذ القضاء على دولة الخلافة الراشدة في صدر الاسلام ، وعودة ظاهرة الصراع السياسي والعصبوي على كرسي الولاية وتعميق ظاهرة الثأر السياسي المغلف في حياة المجتمع الآخذ في الابتعاد رويدا عن تعاليم المدرسة المحمدية الربانية القائمة على منهجية الاخلاق باعتبارها الاساس السليم للبناء الروحي للفرد والمجتمع وتهذيب السلوك العام . لدرجة وصولنا الى ممارسة شعائرنا الدينية بانتظام كعهدها الاولي ولكن للاسف بلا اخلاق بتوصيف العالم الجليل الحبيب ابوبكر بن علي المشهور رحمة الله عليه ، وقد لخص جوهر اخفاق الامة وهزيمتها المعاصرة بتخليها عن هذا الهدي النبوي العظيم ( إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ، واصرارها على هدم اركانه السلوكية المتينة في الحياة وكانت فاتحة لتقبلها لكل الهزائم في مختلف المراحل من التاريخ الوسيط والمعاصر .

ونحن في اليمن نعيش ولله الحمد جاهلية العرب الاولى والمعاصرة ، ونمتاز من بين عرب اليوم بالقدرة على التزواج مابين ظاهرتي الثأر السياسي والقبلي ، ونعمل على تأصيلها انظمة و كيانات وافرادا .

وهنا في شبوة التهم كيان قبلي عصبوي الالسنة ولاذت مجموعاتها الضوئية على كثرتها بصمت مريب عن جريمة ازهاق نفس برئية في الساعات الاولى ليوم الثلاثاء في مدينة عتق بدعوى الثأر اللعين ناسية بانها قد اوقعت نفسها من حيث لا تعلم في شرك و عقاب السكوت عن الحق شيطان اخرس، على مكانتها الكبيرة في حياة وتاريخ المحافظة، ومحبتها الصادقة تغشى قلبي .  و ضرورة تذكيرها بان عصبية الجاهلية قاتلة لها، و لكل من تمسك بها فهل من مدكر .

وقد جعل الله لكل حق سلطان مبين ، وقادرا على نصرته ولو بعد حين . وعليها اخذ الدروس من واقع المحافظة لا الذهاب في التاريخ.