أرسل لي صديق عزيز على قلبي ومن أترابي منذ فجر الصبا والشباب منشورا جميلا جاء فيه :
طالب يمني يدرس في الصين يقول بعد فوز المنتخب السعودي الشقيق على الأرجنتين، تلقيت التهاني من أصدقائي الصينيين حيث جاءت جميع رسائلهم تقريبا على النحو التالي :
"مبروك لكم تفوقكم وفوزكم الكبير ، وتكرر الأمر تماما وذات التهاني وأكثر من ذلك من الرسائل من الصينيين بعد فوز السعودية وتعادل وأداء منتخبي تونس والمغرب وبنفس الطريقة والصياغة جاء فيها :
" مبروك فوز منتخبكم السعودي وتعادل وأداء منتخبكم التونسي ومبروك تعادل منتخبكم المغربي "
هذا الطالب اليمني وبحسرة كبيرة قال مختتما :
كل العالم يعلم أننا أمة واحدة إلا نحن وبكل أسف إنها الحقيقة المرة
وانا أقول لصديقي الدكتور صالح ان هذه الرسالة الجميلة تحمل في طياتها الكثير من المعاني التي لم تحير الزمن وحده في غرابتها بل حيرت الشعوب العربية نفسها ولم تجد لها جوابا أو تفسيرا حتى الآن وظلت ولا زالت جزء ا عزيزا من أحلامنا يسكن ذاكرة كل حر في هذه الأمة التي أنهكتها الحروب الأهلية والانقسامات والتدخلات الأجنبية الطامعة في شؤونها ومواردها ونهب ثرواتها !!
أنظر يا صديقي الى سكان الصين التي يتجاوز سكانها قرابة المليار ونصف انسان مع تعدد الأعراق والديانات والملل والنحل والثقافات لكنهم أمة واحدة ودولة عظمى لها مهابة في كل العالم ، بينما نحن نملك كل الموارد ولدينا أهم الممرات في العالم وأمة دينها الإسلام وجعلها الحق سبحانه وتعالى أمة وسطا وحكمت نصف العالم قديما فأين نحن اليوم من ذلك كله ؟؟!!!
بل ولا زلنا مختلفين فيما بيننا على من يعشي الحمار كما تقول القصة التالية ؟!!
2- من يعشي الحمار؟!!ّ
عندما نتابع الاحداث اليمنية ومواقف الاحزاب والسياسيين والمثقفين والاعلاميين يذكرني ذلك كله بقصة يمنية قديمة قرأتها بعنوان : قومي عشي الحمار
▪الزوجة قالت لزوجها : قم عش الحمار
▪الزوج قال : اليوم عليك تعشي الحمار
▪قالت : انت الرجل وأنا أخاف
▪الزوج اثناء الحوار طلعت له فكرة بان المرأة ما تتحمل تسكت اكثر من 5 دقائق ، ولذا قال : بشرط من يتكلم اول واحد يقوم يعشي الحمار، الزوجة وافقت .
▪ الاسرة تجلس بهدوء وكل واحد ينظر للآخر وبدون كلام ▪السرق مروا بجانب المنزل والاسرة كلهم جلوس والباب مفتوح وسلموا عليهم ولم يرد احد !!
▪السرق قالوا هؤلاء الاسرة غير طبيعيين سندخل ونرى ، ودخلوا وسلموا مرة اخرى ولم يرد عليهم أحد ثم اقتربوا منهم وأشاروا بأيدهم ولم يتكلم أحد !!
▪السرق قالوا الاسرة اما مجانين او اغبياء واتفقوا على سرقة المنزل .
▪السرق دخلوا البيت وحملوا مكونات وادوات المنزل والاسرة لم تتحرك اطلاقا
▪قام واحد من السرق واقترب من الزوج واخذ الشال من على كتفه ولم يتحرك ثم قام بخلع كوته وقام الزوج بمساعدته وسلمه الكوت بدون اي مقاومة !!
▪قام السارق الاخر بفك الجهاز اي حزام الجنبية
▪الزوجة عندما شاهدت الموقف ولم يحرك زوجها ساكنا لم تتحمل فقالت له : يا رجل استحي على نفسك خلعوا جهازك وانت تتفرج وما بقي لك من الكرامة الا جهازك اذا لم تدافع عن نفسك الست رجلا ؟؟!!
▪الزوج بدلا من الدفاع عن اسرته قال لها ببرودة أعصاب قومي عشي الحمار !!
استحسنا هذه القصة لأنها تتطابق مع ما يجري في اليمن !!
▪اختلاف الاحزاب اليمنية والسياسيين جعل كل منهم يلقي بالخطاء على الاخر وكل واحد حاقد على الاخر ولأسباب بسيطة لكنهم اضاعوا الوطن والمواطن وسمحوا للسرق واللصوص بنهب كل خيرات الوطن . وفتحوا المجال للصوص من المتنفذين بنهب الموانئ والجزر وكلهم منتظرين من يعشي الحمار وهكذا هو حال اليمن اليوم .
د. علوي عمر بن فريد