تُظهر مختلف مجريات العملية السياسية وجهود البحث عن حل ينهي الصراع أن الحل دائما يبدأ من العاصمة عدن التي تعتبر عاصمة للقرار السياسي.
ففي الوقت الذي تبحث فيه الأمم المتحدة عن تمديد الهدنة الأممية لستة أشهر مقبلة، فقد بدأ المستشار العسكري للمبعوث الأممي العميد أنطوني هايوارد، زيارة للعاصمة عدن ضمن مهامه لقيادة اجتماعات لجنة التنسيق العسكرية.
الزيارة تركز على متابعة المناقشات المنعقدة في العاصمة الأردنية عمان، من أجل فهم الوضع على أرض الواقع.
كما تأتي أيضًا في إطار انخراط المبعوث الأممي ومستشاره العسكري في لقاءات ثنائية في العاصمة عدن حول دعم الجهود الجارية لخفض التصعيد من خلال الحوار والتحضير لاجتماع اللجنة العسكرية المقبل.
هذه التطورات السياسية المتسارعة وتوجُّه البوصلة صوب العاصمة عدن في هذا التوقيت، أعطت دلالة بأن عاصمة الجنوب ودرّته ستظل حاضرة في المشهد السياسي وتشكل قالبا رئيسيا من الحل.
يأتي ذلك في وقت تعرض فيه الجنوب لمؤامرات تهميش استهدفت إقصاءه من المشهد السياسي برمته، وقد نفذت مؤامرة التهميش قوى صنعاء الإرهابية بقيادة المليشيات الإخوانية سعيا لتوجيه ضربات سياسية تستهدف حرمان الجنوبيين من تحقيق مزيد من المكاسب السياسية.
إلا أن الحضور السياسي الجنوبي بفضل السياسات الحكيمة التي غرسها المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، مكّنت الجنوب من تحقيق المزيد من المكاسب بما رسّخ حضوره السياسي وجعل الجنوب جزءا من العملية السياسية.
*- شبوة برس ـ المشهد العربي