الأصل أن لانعترف بوجودهم في العاصمة الجنوبية عدن، سواء كانوا باسم الشرعية اليمنية أو باسم مجلس القيادة الرئاسي أو بأي اسم آخر، حتى وأن كان باسم الشراكة والمناصفة بين الجنوب والشمال، وذلك لأننا قد ثرنا عليهم بأساليب نضالية شتى تعبر عن عدم أعترافنا بجمهوريتهم ولا بشرعيتهم ولا بوحدتهم ولا بيمننتهم، ولا حتى بإعادة الشراكة والمناصفة معهم مرة أخرى.
إذا لماذا كانت شراكتنا معهم في اتفاق الرياض وفي مخرجات مشاورات الرياض؟ كانت فقط من أجل إخراج ماتبقى من ميليشياتهم من على أرض الجنوب ، ومن أجل إصلاح خدمات المواطنين وصرف رواتب الموظفين ، ومن أجل إرضاء دول التحالف في توحد الحرب ضد الحوثيين ، وأيضا من أجل إظهار الشرعية الجنوبية .
بعد ما رأينا أن كل تلك الأماني الجنوبية قد ذهبت في مهب رياح الاتفاقيات مع القوى الشمالية التي أظهرت مجتمعة أن كل هما من تلك الاتفاقيات هو فقط الالتفاف على استحقاقات الجنوبيين النضالية وعلى رأسها استحقاق استعادة دولتهم المستقلة ، علينا أن لانضعف أمامهم ونحن نشاركهم الجلوس على طاولة مجلس القيادة الرئاسي ، و نبقى محلك سر في منعطف المعترض أو المشتكي أو المطالب ، بل يجب على قيادتنا السياسية أن تستفيد من تلك الاتفاقيات في إظهار الشرعية الجنوبية وأنها هي الشرعية الأقوى على الأرض ويكون ذلك من داخل مجلس القيادة الرئاسي نفسه .
نحن الأصل في كوننا أصحاب الأرض، نحن الأصل في كون شعبنا قد خرج في مليونيات نضالية سلمية كثيرة يطالب باستعادة دولته المستقلة، نحن الأصل في كون قوات مقاومتنا الجنوبية وجيشنا وأمننا هم فقط من استطاع الانتصار على الحوثيين وطردهم من الجنوب ، وهم فقط من استطاع لجم خطام الإرهاب ، وهم فقط المتواجدين في مواجهة الحوثيين على طول حدود الجنوب الممتدة مع الشمال ، نحن الأصل في كون عدن هي عاصمة للجنوب وليست عاصمة لليمن ، إذا يجب أن نكون نحن الأقوى على أرضنا سياسيا وعسكريا وإداريا وديبلوماسيا وشرعية وليس هم .
عادل العبيدي