حجم الزيارات الدبلوماسية الشبه يومية التي تتوافد إلى مقر ضيافة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في العاصمة الرياض لها دلالات سياسية تخبر المتلقي للخبر أن دول العالم تود ان تتعرف وتقترب اكثر من الشخصية التي سيكون معها التعامل الأكبر والأهم خلال الفترة القادمة وأخذ الانطباع عنه ومعرفة طريقة تعاطيه مع مصالحهم .
اما حجم الزيارات واللقاءات اليومية ذات الطابع الحكومي التي تتقاطر امام مقره في الرياض ابتداء من رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والداخلية ووزارات بكامل اطقمها ومحافظي محافظات شمالية جميعها لها دلالات هي الآخرى تعني فيما تعنيه تقديم الولاء والقبول بتوجيهاته ودحضد اي هرطقات تتحدث عن اي رفض او تمرد او عدم رضى لشخصية عيدروس او لما يمثله الآن عيدروس حتى مع تمسكه بحق الجنوب وشعبه ،، وذلك لخلق قنوات اتصال وتواصل وان لا تكون الوجوه غريبة عن بعضها ،
واما عن حجم الزيارات المجتمعية والقبلية الشمالية من بعض مشائخ ووجهاء مأرب الى بعض مشائخ واعيان صنعاء والبيضاء كلها وجميعها وماسيتلوها هي لقاءات تعارف وكسر حواجز وتصحيح فكرة عن ما كان يقال لهم عن الجنوب وعن عيدروس وعن الانتقالي والتعرف عليه عن قرب ومد جسور الثقة والعكس بالعكس .
فلا يمكن للرئيس عيدروس الزبيدي أن يعمل إلى جانب الاخوة في الشمال فيما يخص ملف قضية الشمال في بيئة مغلقه او طاردة او مع أشخاص لم يلتقي بهم او يلتقوا به ولم تكسر بينهم الحواجز النفسية لينجلي منها كل عالقة وشائبة.
فعيدروس وان تعددت اسماء الاخرين في مجلس الرئاسة الا ان القدر جعله أن يكون هو أقوى الشخصيات الموجودة داخل المجلس وصاحب وزن
ثقيل بالحضور كونه يستند على شعب وجيش في الجنوب وليس رئيسا لجماعة او حزب أو رئيس نقابه ،
لذلك لاتستغرب ولاتقلق ان رأيت حجم وزحمة تلك اللقاءات او تتسائل لماذا عيدروس دون غيره من الشخوص،،
فالأسباب السياسية والعسكرية والمنطقية كلها تجعل من عيدروس الزبيدي محور ارتكاز كل ماهو قادم كون الجنوب أصبح اليوم هو السند الحقيقي الذي يعتمد عليه في دعم الشمال لتصحيح بوصلة المعركة التي تم حرفها وتعطيل مسارها إن صدقت نوايا الأطراف الشمالية تجاه قضية تحرير شمالهم ،
فالكرة في ملعبهم وما عيدروس الزبيدي والجنوبيين سوى عامل مساعد ومساند ،، مع العلم ان السقف الزمني محدود وليس مفتوح وعليهم في القوى والأحزاب الشمالية أن يلتقطوا تلك اللحظة وان يعملوا بجد لأجل تحرير الشمال.
عبدالقادر القاضي
ابو نشوان