تواصلت من باب السلام مع بعض الشخصيات، التي توقعت ان تتوافد الى الملتقى التشاوري ، الذي دعى اليه مجلس التعاون الخليجي . كان الرد نحن لا نعرف هل سترسل لنا الدعوة، ولكن لكل حادث حديث. وكنت قد تابعت الاخبار والتحليلات بل والتعليقات، عن هذا الملتقى الكبير والذي سيشارك به ٥٠٠ مندوب، ويعقد في عاصمة المملكة الرياض .
ومن نافلة القول ان يتوقع البعض ، وتبقى التوقعات محاولة حدسية لما سوف يسفر عنه هذا الملتقى او المؤتمرالحاشد ،وكنت قد كتبت وتوقعت مشاركة انصار الله بعد ان اعلنوا ذلك مع بعض التحفظات حول مكان انعقاده وقبل ذاك التمهيد لعقد هذا الملتقى الكبير بان تعلن هدنة وفتح مطار صنعاء الدولي بل واعادة تشغيل ميناء الحديدة دون اي معوقات .
هذا التوقع تلاشىء بعد ان تابعت ما اقدم عليه الانصار من عمليات تمثلت في تلك المسيرات بل وبعض الصواريخ التي تم اعتراضها .وهذا يعني الرفض المبطن لعدم مشاركة انصار الله في هذا المؤتمر ، بل وربما الرفض العلني فلا ينبغي وقد قبلوا المشاركة ولو من حيث المبداء ان يتعكر الجو ويستمر تبادل القصف ونحن على تماس مع المؤتمر الحاشد .
هناك من يتوقع محاولة ايقاف اطلاق النار ولو من طرف الحلفاء، لاثبات حسن النية وهذا يعني ان اليمن سينعم بحالة الامان والطمئنينة القلقة فنسيان فواجع الحرب فالتخلص من اثارها سيطول.
الوفود تتاهب لحزم حقائبها، والملتقى حشد له مجلس التعاون، كل التسهيلات من اعلام الى حسن وفادة الى ابداء حسن النية، على ان انصار الله في رفضهم الحضور قد استلهموا انهم وبحضورهم المؤتمر العام سيضيع صوتهم ويتبدد في تلك الجلبة، بين مختلفٍ معهم وخصم .
هناك من توقع ان تاجيل اعلان الوصول الى اتفاق مع ايران برفع الحضر ساهم في رفض الانصار المشاركة وعن مؤتمر فينا فلا زالت تعد اوراقه ولكن لا يتوفر بعد الحبر. وهنا فربما التوقيت ساهم في تمنع الانصار الحضور.
على اني اتوقع ان الوفود خليط كبير، منها شرفية ومنها فاعلة، وعندي شعور ان اهم من سيحضر هو اقواهم على الارض، وحينما نلتفت لنقيس الارض وتراص الشعبية ، فان المجلس الانتقالي الجنوبي هو الوفد الرئيسي ، طالما وتغيب الانصار. على ان بقية المكونات ليس حضورها الا من باب الصلاة جماعة.
هل سيخرج المؤتمر الحاشد بقرارات؟ الإجابة ستفضي بها الايام القليلة، لكن هناك من يتوقع ان (خض الحليب سينتج عنه تكون الزبدة ) وتوقعي الشخصي ان الانتقالي سوف يترك بصمته القوية على هذا المؤتمر ، وربما سيجد من الضمانات وتتمثل في الدعم بل وقبول فكرة فك الارتباط .
هل سوف يجن جنون انصار الله اذا حقق الجنوب اماله في استعادة الجنوب ؟ لا اعتقد ذلك ، فهم اي الانصار يبحثون بدورهم عن مبادرات سلام ، مهما اظهروا العنت والمكابرة . وتوقعي ان اليمن الوحدوي انتهى وان كان قد انتهى في ٧ يوليو ١٩٩٤م يوم اجتياح عدن .
هل سنترقب بعد انقضاء المؤتمر بوادر امل مستقبلية في تدشين وساطات لتضع الحرب اوزارها ؟ هناك من يتوقع ذلك فليس من المعقول ان نبقى في حالة استنزاف بل هلاك ، فالحروب من افظع الذنوب . وبجملة مختصرة محايدة وصريحة ! فاذا كان اليوم المجلس الانتقالي الجنوبي هو الرقم الصعب فان انصار الله هم الرقم الاصعب .