إلى روح الشهيدين حسن أمان وخالد الخطيب .. ومادام أن داعي القبيلة أذان ثان في اليمن، والمدنيون يخذلون بعضهم بعضا فليقتل مرافقوا الشيخ ولا يبالوا !
***
شهر ونصف ووزارة الداخلية تبحث عن قتلة " أمان والخطيب " بطريقة : أين أذنك القريبة ياجحا ، في حين أن " جحا الأكبر" لا يزال يتحفظ على القتلة مطمئناً إلى أننا شعب بلا ذاكرة، وبكره بعده ستذوب كل الأصوات لكأنها فص ملح وذاب !
أمس الجمعة تم دفن جثمان الصغير " حسن أمان" وفي 6/ 6/ 2013 تم أيضاً دفن جثمان " خالد الخطيب" .
كرامة الميت دفنه ، لكن المتواطئون مع القتلة راحوا يروجون الشائعات بأن أسرتي الشهيدين استلمتا مبالغ مالية نظير قيامهم بدفن ولديهما في محاولة وضيعة لإيلام الأسرتين أكثر وأكثر.
إنني حزين لأسرتي " خالد وأمان " وحزين أكثر لهذا الصمت والخذلان الذي يجعل – وسيجعل – من القتل على الدوام عملية " عادية" طالما وأن القانون كسيح ، وطالما أن المدنيين من الناس راضون على البقاء كمجاميع متاحة للـ"نصع"!
من تاريخ 15/5/2013 وحتى أمس الجمعة 28 / 6/ 2012 سيكون قد مر على مقتل " أمان والخطيب " شهر و13 يوما .
لا أعرف – بالضبط - كيف مرت تلك الأيام على أهاليهم، ولكنني أعرف أنها فترة كافية لإمكانية وصف وزارة الداخلية بأنها أرملة لقانون كسير اعتاد المشايخ النافذون أن يوجهوا أعيرتهم دائما إلى صدره متكئين على إرث من العرف المحبوس في حضيرة مواشي ، إذ كلما قتلت بندقية الشيخ مواطنا سحبوا من الحضيرة ثوراً "هجر" وباشروا التطبيب عبره لكأن الذي قتل على يد مرافقي الشيخ – أي شيخ - ليس آدمياً لديه بيت وأسرة سيفتقدانه وينكسران من الداخل لأجله ، بل لكأنه مجرد ثور سيتم جبر ضرر أهله بثور آخر ويا دار ما دخلك شر !!
في هذه البلاد التي لا يحكمها قانون ، اعتاد النافذون – على الدوام - أن يتنصعوا المدنيين من الناس مقتنعين أن خذلان المدنيين لبعضهم بعض وفير ولئيم ولن يصل بأحدهم إلى السجن !
وطالما أن داعي القبيَلة أذان ثانٍ في اليمن، فليفعل أعفاط القبيلة ما يشاؤون دون مبالاة أبدا.
ولماذا سيبالون من أصله؟!
فمادام أن" الغرّامة" موجودون ، والضحايا مدنيون ، لا بأس إذن ، سيصمت القانون كما العادة، ووحدها أعراف "المحدعش" وأثوار "الهجر" من ستتكلم السبع اللغات!
المراهنة على المدنيين تشبه المراهنة على الخرافة .
إنها مراهنة على كومة قش بوسع أطرف ريح قادمة من تفحيط سيارة شيخ نافذ أن تبعثرها .
لا أعرف إن كان من الصائب أن أصف المدنيين بهذا الوصف الآن؟ ولكنني أتساءل في الوقت نفسه: هل من الصائب أن يظل القتلة خارج السجن لمجرد أنهم يتبعون شيخا نافذا، ويظل الضحايا كعادتهم وفرة "مُقعية" يتم إسكاتهم بنفس المسكنات المميتة دائما؟!
* العنوان من لدن شبوة برس