الشهيدة - فيروز - الجنوبية على طاولة الحوار
الخضر الحسني
يا مرحبا..يا مرحبا بالمبعوث الدولي السيد جمال بن عمر ، في رحاب العاصمة الجنوبية عدن.. ولكن لنا شرط ، قبل إن تطرح شروطك لإدماج الجنوبيين المنكوبين ، في حوار غير متكافئ مع المزهوين بنصر 7 يوليو.
وشرطنا هو ؛ أن تفتح ملف الشهيدة "فيروز" اليافعي ابنة العشرين عاما التي قتلتها رصاصة الغدر القادمة من بندقية من حولوا الجنوب إلى مرتع خصب ، يمرحون ويسرحون فيه ، وينهبون ثرواته ويصادرون حقوق أبنائه في العيش الكريم على ارض وطنهم.
فلا يُعقل -يا سيد جمال- أن تتداعى إليك المكونات الجنوبية ، لتحاورك طالما ودم الشهيدة"فيروز: ، بل ودماغها المبعثر في غرفة نومها ، لا يزال يشهد على عبثية الحوار، وعدم جدواه ، مهما هددتم وتوعدتم بمعاقبتنا -دوليا- إن لن ندخل حوارا ، يفتقد إلى التكافؤ في كل شيء ..فلا يزال مفهوم غالب ومغلوب ومنتصر ومهزوم ، هو السائد في الجنوب.
فكيف يحاورك الجنوبيون (المجروحون) ..كيف لهم إن ينسوا أو يتناسوا دماء شهدائهم الأبرار والتي لن تكون فيروز آخر من يُسفك دمها ، وتبعثر أجزاء جمجمتها ، في منزلها وغرفة نومها ، وهي تحتضنُ طفلها المولود والرضيع.. ابن الثلاثين يوما لتطعمه الجرعة الأخيرة من لبن ثدييها ، قبل إن تداهمها قوات الغدر والقتل اليمنية ، لتفتك بها ، وترحلها إلى عن دنيا الفناء إلى دار البقاء.. ولكن بصورة مأساوية أليمة ، تبعث على الحزن والأسف والرثاء
يا لهول مصابنا في فيروز .. البنت الجنوبية اليافعية البريئة الأصيلة والتي لن تنسى يافع الشموخ والآباء حادثة مقتلها البشعة والمقززة.. ولن ينسى كل الجنوبيين الشرفاء ، وكل إخواننا في الإنسانية السمجاء..لن ينسوا جميعا مقتل امرأة (نفساء).. تفارقُ الحياة بتلك العملية الإجرامية النكراء
لا ..لن نحاورك - يا بن عمر- حتى تقتص لنا من قتلة كل الشهداء على طول وعرض الجنوب..وليس فقط الطاهرة فيروز ..اختنا الحبيبة النجلاء
لا ..لا.. لن نقبل حواركم ، وقد أكدنا فشله، قبل إن ينعقد، واعتبرنا كل جنوبي مشارك فيه خائناً ومشاركاً في قتل الجنوبيين .. ولن يفلت من العقاب ، طال الزمن أم قصر
فالجنوبيون يرفضون التحاور مع قتلة وجلادين ، ويستنكرون أفعالهم المشينة الشنعاء
الجنوبيون يرفضون أي حوار، يجعلهم يتنصلون عن نضالهم السلمي التحرري ، حتى نيل الاستقلال
لن يتنكروا لدماء الشهداء.. ولن يبيعوها رخيصة ، مثلما يفعل بعض الدخلاء على القضية ، من أبنائها ، الراضين إن يكونوا عبارة عن يافطة شوهاء ، تعلق على جدار حوار أعرج غير متكافئ الأطراف ، بل هراء في هراء
أتمنى إن يستوعب السيد جمال بن عمر، إن الجنوب.. كل الجنوب يرفضُ الانصياع لحوار، تكرسُ فيه التبعية أو مزيد من التبعية للمركز
نحن أحرار.. ونملك قرارنا بأنفسنا ، ولن يجبرنا احد ولن يستطيع كائن من كان ، إن يجرنا إلى حوار، يحتوي كل نضالاتنا ، ويكون شاهدا على هواننا
أرجو ؛ إن تكون رسالتنا - كتيار جنوبي مستقل - قد وصلتكم-السيد بن عمر- مع كل الرسائل الحرة الأخرى التي نقلها (أصحابها) إليكم ، والرافضة مبدأ الحوار، إلا في ظل الاعتراف الكامل بدولة الجنوب وإعادة كل ما نهب من ثرواته التي تعد بمليارات الدولارات! ..وإعادة الاعتبار لكل شهداء الجنوب..وإنزال اشد العقاب بقتلة فيروز وبدون إبطاء
وإنها لثورة حتى النصر
اللهم إنا بلغنا ..اللهم فأشهد