المتغيرات المحلية تصنع المتغيرات الدولية.

 

لا مجال لبقاء القديم والأكثر قدم فقد نسفت المراحل الآنية في الوقت الحالي كافة ماكان يروج في أيديولوجيا الحزب الإشتراكي عن الوحدة فصارت الوحدة فكر قديم وإيديولوجيا الحزب الإشتراكي أقدم منها...

 

المراحل المستقبلية على كل ربوع الجنوب ليعلم القاصي والداني بأن العالم الذي يحارب الإرهاب يعلم حقيقة مصدره...

 

القضية لم تعد قضية شعب الجنوب الذي يصارع الأهوال والأمواج بمفردة بل قضية الأمن الإقليمي التي ترى أن الحوثي والإخوان أكبر خطر على أمن الجزيرة ومن بعدها إيران..

وأيضا قضية دولية ملحة أستدركتها دول الغرب فأعدت العدة لكسر أجنحة الإرهاب من خارج حدود الجزيرة والوطن العربي التي ترى أن إيران هي أشد خطرا على الأمن الدولي ومن ورائها الصين..

 

تلك سلسلة طويلة مترابطة مع بعضها تحركها ألقوى الخفية التي باتت معروفة لدى صناع القرار الدولي..

 

وهذا هو الذي سيفيد الجنوب اليوم إلى أقصى درجة فالشمال قد ذهب بقضه وقضيضه مع إخونجيتهم وسلفيتهم المتطرفين إلى أحضان كتلةالشرق إيران والصين والبقايا المحتضرة من معسكر العولمة..

 

والجنوب بإسلامه المعتدل ذاهب مع الأقليم العربي الكبير من الجزيرة العربية وحتى شمال أفريقيا في تحالف قوى الصد ضد الإرهاب القديم والجديد الذي يعصف بالمجتمعات العربية...

 

لم يكن الجنوب بمعزل عن هذه المتغيرات..

القوى الجنوبية المكافحة للإرهاب هي التي اكتسبت إحترام ودعم المجتمع الدولي.

والملاحة الدولية في بحر العرب والبحر الأحمر ليس لها إلا الجنوب حاميا لها من هيمنة أذرع إيران الإرهابية.. ودواعشها وإخونجيتها ...

 

اليوم راية الجنوب ترفرف في كل مناطق الجنوب وفي مناطق الشمال في الساحل الغربي وراية الوحدة تنزوي في أضيق مكان مع ماتبقى من فلول الشرعية حتى الحوثي نبذها...

 

والقادم هو الثقل الأكبر لمرتكزات المتغيرات الدولية بعد الحركة الأخيرة في الساحل الغربي التي أقدم عليها المجلس الإنتقالي بكل ذكاء...

والتي رأت تلك القوى أن لامناص من تسليم شبوة ووادي حضرموت للقوات الجنوبية القوى الصاعدة الضامنة لمصالح المملكة والخليج والدول الغربية...

ونتيجة لذلك...

اليوم نحن في شبوة..

وغدا في وادي حضرموت..

وبعد غد دولة يرفرف علمها في كل المحافل الدولية..

فهل تبقى عند المحبطين شك.....

*- محمد عكاشة