محمد بن زايد في تركيا

2021-11-25 04:16

 

المتتبع للعلاقات التركية- العربية يجد ان هناك منعطفات حادة مرت بها هذه العلاقات وخصوصا بعد فوز الرئيس التركي رجب اوردغان بالسلطة.

 

ومن نافلة القول ان نتحدث ونقول ان تركيا حققت قفزات اسطورية في نموها الاقتصادي بناتج قومي اجمالي ١٣٥٨ مليار دولار، حتى انها زهدت بعضوية الاتحاد الأوروبي الا انها عانت وتعاني بسبب بعض المواقف السياسية الأوروبية الكيدية.

 

وعن تركيا فروابطها قوية وتاريخية عميق مع العرب بل ودول الاتحاد السوفيتي المستقلة، ومنها تركمانستان اوزبكستان وأذربيجان وكازخستان. اذا زرت هذه الدول ترى او تلمس التقارب التركي مع هذه الدول التي تعتبر شبه حليف لتركيا.

 

وعن العرب فمن المخيف، تذكر واستحضار التاريخ التركي بشكلة السلبي والعنيف مع العرب، ولقد ساهمت بعض الدول الغربية بسبب غبنها من تركيا فسممت العلاقات التركية العربية ،كما ساهمت المسلسلات وبعض الكتب في هذا التشويه بغرض احداث الشقاق  .

 

على ان تركيا حافظت على البلدان العربية وحمت ما مساحته ١٣ مليون كيلو متر من التشظي والانقسامات والمحق الثقافي والديني، وتركيا هي التي حمت ديارنا ومقدساتنا الاسلامية وارضنا ولغتنا وحالت دون استعمار الوطن العربي، وهذا شهد به المفكر الكبير محمد حسنين هيكل.

 

اليوم تناقلت الاخبار الحدث الذي كنا ننتظره حيث تشرف ولي عهد ابوظبي سمو الشيخ محمد بن زايد بزيارة ، اعد لها إعداداً جيدا واستقبل في انقره استقبالاً رائعاً ومهيبا ً.

 

تبين لنا ان هذه الزيارة المباركة لولي عهد ابوظبي الى تركيا قد عززت من علاقات تركيا بدولة الامارات العربية المتحدة بل والعالم العربي. وهناك استثمارات إماراتية ضخمة بلغت ١٠ مليار دولار سوف تنعش الاقتصادي التركي القوي والذي عانى من بعض الازمات العابرة.

 

على ان هناك توجه متعاظم وملهم لعلاقات عربية تركية مستدامة، علما ان تركيا لديها من الامكانيات ما يمكنها من احداث تنمية في العالم العربي، في كل المجالات فهي اليوم دولة مصنعة وتمتاز صناعتها بالجودة والاتقان.

 

ومن ملهمات او منجزات التقارب التركي العربي تجنب تركيا استخدام المعارضة العربية حيث أفسحت المجال لهم في الاقامة بل وحمل الجنسية مع مساحة من الحركة وحرية التحريض الاعلامي ضد الدول العربية، وهنا فقد غادرت قيادات معارضة عربية اقامت في تركيا واستفادت من تعكر العلاقات التركية العربية وكان حري بهذه المعارضة العربية ان تسعى الى ان تساهم في رأب الصدوع لا في توسعتها.

 

وعن تركيا فهي عمق العالم العربي وهي تتماهى معنا في الثقافة والدين والتاريخ ولا تجد نفسها مع العالم الغربي، الذي كثيرا ما يستحضر التاريخ العثماني ومراراته مع الغرب فتولد وتبعث تلك المرارات في عقول ووجدان الغربيين  الحقد والكراهات ضد الاتراك ولا زالت هذه المرارات عالقة الى اليوم .

 

والحقيقة فرغم ان الغرب انتقم من تركيا ، الا انه لا زال يتذكر تلك الهزيمة النكراء التي حولت القسطنطينية من قبلة للمسيحية الى دار للمسلمين. حيث تحولت القسطنطينية الى مدينة اطلق عليها (مدينة الاسلام) اي اسلام بول

وكان سقوط القسطنطينية اشد واقسى هزيمة للمسيحيين وعبر التاريخ.

 

لهذا علينا ان نتجنب إستحضار التاريخ وتدريسه الا للمتخصصين فتلك الايام مضت وانقضت ومن يستحضر التاريخ فعليه ان يستحضر كل جميل فيه، وان لا يحرض فكما اردد دائما فلو تذكرنا تواريخنا لأوجعنا قلوبنا وتمررت حياتنا.

 

إن الكرام    وان    صحبتهمُ

أخفوا القبيحَ واظهروا الحسنا

 

فاروق المفلحي