ربما الكثير منا لا يريد أن يفهم أن المجلس الإنتقالي الجنوبي بعد إتفاق الرياض ليس كما قبله، فطاولة القرار لدى الإنتقالي قبل إتفاق الرياض كانت على رجلين فقط، وبعد إتفاق الرياض أصبحت على أربع أرجل، ولا تستغربوا من كلامي سأوضح لكم كيف؟.
كان الإنتقالي بعد تأسيسه غير معترف به دولياً وغير شرعي، وعندما كان يتخذ القرار كان ينظر إلى الرجل الأولى وهي ذاته وقدراته وقواته المسلحة الجنوبية والمقاومة الجنوبية بشكل عام، ثم يرى للرجل الثانية وهم الشعب وتفاعله وردود أفعاله تجاه قراراته.
أما اليوم وبعد توقيع إتفاق الرياض وحصوله على الشرعية والإعتراف الدولي فأن أي قرار للإنتقالي يجب ينظر إلى أربع أرجل وهي:
1- القدرات الذاتية.
2- الشعب.
3- المستوى الاقليمي.
4- المستوى الدولي.
فلو نظرنا إلى أحداث أغسطس 2019 وقبلها كانت القرارات تعتمد على القدرات الذانية والشعب فقط ولم يكن هناك أي إعتبار للاقليم أو العالم، أما اليوم في شبوة على سبيل المثال فنلاحظ أن القرارات قد أخذت الأربع الأرجل كاملة في عين الإعتبار.
طبعاً لا يوجد شعب في العالم يستطيع ان يعمل كل شيء بمفرده، ولكن يستطيع أن يعمل بعض الشيء وهذا يدخلنا في سلم الأهداف، وبين كل شيء ولا شيء هناك مساحات, وهذه المساحات هي متدرجة في سلم توصلك لتحيق الحلم أن وظفتها بشكل صحيح.
فإذا تفهم الشعب لهذه المرحلة وكرس طاقاته لإنجازها وتعاون مع قيادته السياسية في المجلس الإنتقالي الجنوبي يكون الشعب قد واصل خطواته في إتجاه أهدافة وتحقيق أحلامه الكبرى.
والأهم في هذا السياق كله هو الخطاب السياسي، فالخطاب السياسي لأي شعب من الشعوب هو المحرك لهذه الأرجل الأربعة التي تقف عليها الطاولة السياسية.
فالخطاب السياسي لنا كجنوبيين يجب أن يراعي الوضع الذاتي للمجلس الإنتقالي ووضع الشعب الذي يحيط بالانتقالي وهم الحاضنة، وكذلك الوضع الأقليمي المحيط بالانتقالي وبالشعب، والوضع العالمي الذي يحيط بالجميع.
فإذا راعى صانع الخطاب السياسي الجنوبي هذه الأبعاد الأربعة وكان واعياً لها قلل من تكلفة فاتورة الإستقلال وإستعادة الدولة وأستطاع أن يتواصل مع العالم بكفائة شديدة، وكلما قلت هذه الكفاءة كلما أنخفظ أداءه وكانت التكلفة أعلى.