<> عند لحظات مفصلية في التاريخ؛ وفي ذروة إشتداد التحديات والمخاطر وبلوغ المؤامرات عند نقطة اللاعودة عن تنفيذ خططها الموضوعة الهادفة لتدمير وتمزيق الجنوب والسيطرة على ثرواته والتحكم بمستقبله؛ يصدح اليوم نداء الواجب الوطني مدوياً في كل أرجاء الجنوب؛ مستنهضاً الهمم الوطنية العالية؛ ويخاطب في نفوس الأحرار مكامن عزتهم وكرامتهم؛ وصارخاً فيهم جميعاً وبصوت الحق ولغة التاريخ المجيد: أنهضوا وبشموخ وقوة وإستبسال دفاعاً عن الجنوب الذي لن تكونوا إلا به ولن يكون وطناً حراً وآمنا إلا بكم؛ وتناسوا كل تبايناتكم وخلافاتكم؛ فالأمر اليوم يتعلق بمصير وطنكم ومستقبل أجيالكم القادمة؛ إنها لحظة إمتحان حقيقية لكل أحرار وحرائر الجنوب ومحطة للنقاء الوطني والوثوب وبصفوف موحدة ومتماسكة للذود عن جنوبكم : وطناً وتاريخاً وهوية وأنتم بتاريخكم المشهود لقادرون على تحقيق كل ذلك بإذن الله تعالى.
<> إن الإنتصار للجنوب يبدأ بهزيمة الذات الأنانية المشبعة بالأوهام والمدفوعة بحسابات المصالح الخاصة وبنزعة الإقصاء وتصفية الحسابات مع الأخر الجنوبي !.
<> إن الطريق لإنقاذ الجنوب معروفة وواضحة؛ ويبقى حسم الإختيار والموقف الذي يليق بوطنية كل من يؤمنون بالجنوب وطنا وهوية؛ ويؤمنون كذلك بأهمية التفاهم العميق والتعايش الشامل والتعاون المثمر مع الشعب في الشمال؛ لما لذلك من خصوصية إستثنائية وبما يحافظ على وشائج الأخوة ويصون الحقوق المتبادلة وإنسياب المنافع وتبادلها وعلى أوسع نطاق؛ وفي إطار الإحترام المتبادل بين دولتين شقيقتين وعلى قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا منهما؛ كضمانة لتجنب الصراع والنزاعات التي لا تخدم غير القوى المعادية لمصالح الشعبين أساساً وتبحث عن مصالحها ومشاريعها الإيديولوجية الهدامة والمدمرة؛ والمرتبطة بمشاريع قوى وأطراف إقليمية ودولية تهدف لتنفيذ أجنداتها الخاصة وبتوسيع وبسط هيمنتها على المنطقة بكاملها وإحكام قبضتها على أهم الممرات المائية والمتمثلة بجزيرة ميون وباب المندب غرباً؛ مروراً ببحر العرب وجزيرة سقطرى وحتى سواحل المهرة شرقاً !.