يخلط البعض ويتحدث عن حالة مختلفة عن حالة الجنوب والشمال في الجهوية اليمنية.. فيتحدث هذا البعض بتعمد مقصود عن الانفصال وكلامهم هنا الى حد ما صحيح ربما لحالات أخرى في المنطقة.. بينما الحالة في اليمن والجنوب مختلفة كليا فالجنوب كان دولة ج. ي. د. ش. قائمة بذاتها وحدودها الدولية وعلمها وعملتها وجيشها وشعبها ،وعضو فاعل في كل المنظمات الدولية والاقليمية جنبا لجنب مع جارته ج.ع.ي. ولم يكن اقليما من ج.ع.ي كما يورد البعض مفردة الانفصال والدولتان الساميتان دخلتا في شراكة وحدوية لكنها فشلت وبغض النظر عن اسباب فشلها ومن تسبب في ذلك فأن من حق اي طرف ان يفك الارتباط وينسحب منها من جانب واحد خلال اربع سنوات وذلك ماحدث ..بل ان اعلان هذه الوحدة في22مايو1990م قد واجه صعوبات بعد شهرين من اعلانها على اثر غزو قوات صدام حسين لدولة الكويت الشقيقة في 2 اغسطس1990م حيث تعرض مجلس الرئاسة الى انقسام حاد وادان نائب الرئيس علي سالم البيض، وعضو مجلس الرئاسة سالم صالح محمد العدوان بينما ايده الرئيس الراحل علي عبدالله صالح وعضوي المجلس الشماليين عبدالعزيز والعرشي وتعاظم الخلاف بعد اعلان جمهورية علي علاء حيث كان الرئيس صالح يحاول اقناع الفريق الجنوبي بالاعتراف بالجمهورية الخدج ورفض البيض وسالم صالح محمد ذلك وهدد البيض بالخروج من الوحدة ان تم الاعتراف بتلك الجمهورية العدمية ..
لاشك ان الوحدة اليمنية التي اعلنت في 22 مايو1990م قد اسست على اهداف تامرية للطرف الشمالي كانت مخفية على الطرف الجنوبي المتحمس للوحدة العربية وتتابعت فصول المؤامرة حتى شن الشمال حربه على الجنوب في 27 ابريل1994م متجاوزا وثيقة العهد والاتفاق التي نص احد بنودها على ان من يبدا الحرب فقد اعلن الانفصال..
وبعد قرابة شهر حرب على الجنوب اعلن الرئيس البيض فك الارتباط في 21 مايو1994م. ولايعد ذلك انفصال.. ان الحقيقة التي يلجأ اليها الساسة اليمنيين هي التزوير ومحاولة صرف النظر عن الحقيقة والحديث عن حالة اخرى بعيدة عن الواقع.. وهذا ما ادى بهم اليوم الى الفوضى في بلدهم حتى اصبح حالة نشاز ليس في المنطقة بل وفي العالم الذي يدرك الحقيقة جيدا ويتعامل معهم كحالة مؤقتة مؤجلة حتى يتم معالجة امور اهم من حالتهم وبعدها سيعطونهم ومن هم على شاكلتهم التوضيح الحقيقي لميثاق الامم المتحدة ومبادئ حق تقرير المصير الذي يتم معرفته من خلال عدة طرق منها مليونة 15 اغسطس2019 وماسبقها ومالحقها من مليونات في الجنوب، رافضة للاحتلال اليمني الذي يسميه المحتلين وحدة...
الباحث/ علي محمد السليماني