قرر أحمد، 33 عاما، تغيير موعد زفافه الذي تم تحديده قبل عدة أشهر يوم 30 يونيو، اليوم الذي دعت فيه قوى المعارضة المصرية إلى تظاهرات تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
ويقول أحمد "غيرت زفافي بعد اتصالات عديدة تلقيتها من أهلي ومن أهل خطيبتي طالبوني بذلك خوفا من اشتباكات وأعمال عنف قد تدخل فيها البلاد عقب دعوات التظاهر أواخر الشهر الحالي".
أمام انصياع أحمد لأمر الواقع وتبديله موعد الزفاف المرتقب منذ أشهر بدأت رحلة البحث عن صالات أفراح شاغرة وهذا ما كان شبه مستحيل، وعن ذلك يقول "كل الصالات محجوزة.. في كل الأوقات.. ربما سنتزوج من دون زفاف..".
زفاف بعد صلاة الظهر
حال أحمد من حال الشاب عبد العزيز، 31 عاما، الذي تزامن موعد زفافه يوم 30 يونيو أيضا ما دفعه لتغيير الموعد ليجد حجز صالة أفراح وحيد يوم الجمعة في 28 يونيو بعد صلاة الظهر، من الساعة الواحدة وحتى الساعة السابعة فقط.
ورغم الجو الحار الذي يتميز به صيف مصر إلا أن عبد العزيز ثبت موعد حجز الصالة ليتمم زواجه قبيل موعد التظاهرات أواخر الشهر الحالي.
باسل وسلوى
الناشط باسل العبد، 55 عاما، معارض لحكم الإخوان ولحكم مبارك سابقا، كان يخطط لزواجه الثاني نهاية العام الحالي، عندما يحضر أولاده وأولادها الذين يدرسون بالولايات المتحدة لقضاء عطلات أعياد الميلاد، لكن بعد دعوة تمرد وحيث إنهم تواجدوا في التحرير أيام الثورة ويصرون على المشاركة في المظاهرات، فقد قررا الإسراع بإجراء عقد القران في حفل عائلي صغير خشية أن "تنقلب الدنيا" ويصبح من الصعب إجراء إتمام الزواج.
"لا ندري ما سيحدث، لدينا أمل وقناعة أن مظاهرات يوم 30 وحركة تمرد ستؤدي إلى خلع النظام ولكن ذلك سيأخذ بعض الوقت كما أنه سيكون له تبعات، ولن يكون لدى أحد الوقت أو فراغ البال للتفكير في الزواج، لذلك قررنا أن نتزوج قبل الأحداث المتوقعة"، حسب باسل.
خطيبته، سلوى، 53 سنة، قالت إنه "الآن ورغم أن الأوضاع لم تنقلب بعد يصعب على ساكني القاهرة الوصول من مكان إلى أخر، فما بالنا بما سيحدث عندما يسقط النظام، أردنا أن يحضر أهلنا القاطنين في أحياء بعيدة عنا احتفالنا الصغير لذا فضلنا الإسراع وبعثنا لأولادنا ليحضروا سريعا في عطلة قصيرة".
وأضافت سلوى "أتوقع أن يقع عدد كبير من الشهداء والجرحى، ولن يكون من اللائق الاحتفال في هذه الأجواء".
أفراح تسبق الأتراح
فاطمة عبد الحميد، خادمة في منزل، قالت إنه "كان من المفترض أن يحتفل ابنها بزفافه في عيد الفطر لكنها سارعت بتزويجه قبل يوم 30 لأنه "لا أحد يضمن ما سيحدث"
وتتابع فاطمة "ابني وزوجته مصممان على النزول إلى الشارع يومها وقالوا إنه سيكون لهم عرس آخر أكبر عندما تنجح مهمة تمرد".
وتضيف "دعونا نفرح ونغني ونرقص فربما تنقلب الدنيا ويسقط شهداء ولا يكون هناك مجال للفرح لمدة طويلة".
ازدهار في صناعة حلويات الأعراس
وأدى ازدياد عدد حفلات الأعراس وازدحامها بشكل غير مسبوق إلى ازدهار في صناعة حلويات الأفراح، وعن ذلك تقول صاحبة متجر "كاكاو" المتخصص في صناعة حلويات الأفراح، بهيرة جلال "عدد الأفراح قد زاد هذه الأيام بدرجة غير مسبوقة. المعتاد هو أن يتزوج الناس في العيد وأن تزيد الطلبات عندنا في هذا الوقت لكن وعلى الرغم من أن شهر يونيو ليس موسم أفراح بل عادة هو موسم امتحانات، إلا أن عدد الأفراح الذي يقام يوميا لم نره مثله أبدا في هذا الوقت".
وأضافت "الناس يسارعون بالزواج هذه الأيام قبل يوم 30 تحسبا من أن تقوم الدنيا و لا تقعد، وأن تستمر الاضطرابات مدة طويلة".