كم كان الرئيس الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد صريحا ومحقا وواعيا لخطورة تطورات الخلافات الوحدوية بين الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح ونائبه علي سالم البيض، قبل اندلاع حرب صيف عام ١٩٩٤م، حينما طلب من الملك الأردني الحسين بن طلال ،على هامش مراسيم توقيع الشريكيين اليمنيين الهاربين إلى الوحدة عام ١٩٩٠م البيض وصالح بضرورة الزامهم باتفاق صلح شامل وكامل وعدم الاكتفاء بتوقيعهما على وثيقة العهد والاتفاق برعاية جلالته وحضوره هو أيضا وكثيرا من رؤساء اليمن السابقين والشخصيات السياسة والقبلية، والتحرك معهم إلى صنعاء لحضور أداء البيض لليمين الدستورية كنائب للرئيس والانتقال معهم بعدها إلى عدن كعاصمة اقتصادية وتجارية لليمن الموحد، لعقد اجتماع حكومي هناك وتخفيف التوتر وازالة عوامل الاحتقان بين الطرفين، وان لا يسمح لهما بجر اليمن نحو الحرب ولو تطلب الأمر إيقافهم لأيام او أسابيع او حتى "اعتقالهم وتخليصنا منهم"، كونه كان يستشعر بأن الحرب ستندلع حتى لو وقعا شكليا على اتفاقية عمان التي قال انه اطلع عليها واعجب فيها وكانت تنص على حكم فيدرالي او نظام "مخاليف".
وأكد الرئيس ناصر في حديثه لأكرم خزام ببرنامج #حقائب على تلفزيون الغد العربي، أنه تفاجأ عند حضوره مراسيم توقيع وثيقة العهد والاتفاق بعمان، بمدح الرئيس الراحل علي عبدالله صالح له أمام جلالة الملك حسين ووصفه بالرجل الوحدوي والوطني الحقيقي واستعداده لتعيينه نائبا له بدلا عن البيض الغير وحدوي، ولكنه رد عليه بسخرية قائلا: حينما اتفقتم اخرجتموني من اليمن وعند اختلافكم تريدون اعادتي إليها.
وهو ما قال أنه دفع صالح للرد عليه بالقول:وانت بعدين عترجع تحكم بدلنا.
مشيرا إلى أن صالح كان يريد دغدغة مشاعره ليقف إلى جانبه قبل الحرب على الجنوب مثلما كان البيض يريده وعرض عليه منصبا أيضا لكنه رفض ذلك وطالب فقط باتمام اتفاق الوحدة الذي سبق وأن وقع على أول اتفاق له مع العيني عام ١٩٧٢م وعدم اللجوء إلى الحرب كما جرى فعلا بعد ذلك.
#اعتقلهم_جلالة_الملك_وخلصنا_منهم
#ماجد_الداعري