دخلت القوانين إلى حضرموت أواخر الثلاثينيات، فيما عديد مدن يمنية كانت ولم تزل حتى اللحظة خارج نطاق التغطية، تحتكم للعرف ولشيخ القبيلة!!
القانون المالي - مثلاً - دخل حضرموت العام 1939م، وقوانين بناء القوات العسكرية في نفس الفترة أيضاً.
إلى ذلك عرفت المكلا القوانين البلدية، والبرقيات، وقوانين الجمعيات، وقانون تنظيم المحاكم المدنية، والمحاكم الجنائية والشرعية.
كما أن وجهها التجاري ليس وليد اللحظة، إنه يمتد إلى قرابة (300)سنة، هو عمر مدينة (المكلا)، وربما إلى ما قبل ذلك.
ولقد عُرفت (المكلا) لدى النواخيذ وربابنة السفن بسوقها المفتوح وسمعة تُجارها، ومرونة القوانين والأنظمة فيها، لذا فضلوها وكانوا يرتادونها أكثر من عدن.
كما ابتكر السلطان صالح القعيطي تدابير جعل من (المكلا) سوقاً حُرة غير مُعلنة.
في عهده افتتح 3مطارات: مطار فوَّه، ومطار حضرموت الداخل (شبام)، ومطار الشحر، وأخيراً مطار الريان عام 1948م. في وقت كان (الحمار) أهم وسيلة عصرية، لدى عديد مدن يمنية باستثناء عدن طبعاً.
افتتح القعيطي في عهده خمس نقاط جمركية، وأوجد مكاتب، وجوازات، ومراسي للسفن في كل من "بروم" و"الحامي" و"الديس الشرقية" وفي "قصيعر" وآخر في الريدة الشرقية.
هذه المراسي جعلت المراكب الشراعية ترسو في أي مكان، دون الدخول إلى المكلا.
وبعد انتفاضة السفن الشراعية في السبعينيات تم تأسيس جمعية النقل البحري، ثم تم التأميم على السفن الشراعية عام 1972م.
ويذكر المؤرخ بامطرف أنه كان في ميناء (المكلا) أسطول يعرف باسم أسطول (أهل الحامي)،وقدر عدده بـ(40)سفينة شراعية ظل نشاطها حتى الستينيات.
النخبة في حضرموت عموماً يتحدثون عن السلطان(القعيطي)كما يتحدث التاريخ عن محمد على باشا ودوره الرائد في نهضة مصر.