واقع الانتقالي وأمنيات مؤيديه!

2021-07-13 12:51

 

عند اشتداد الأزمة في عدن تتكرر هذه العبارات:

1- العالم يعترف بالأقوياء!

2- لماذا لا يسيطر الانتقالي كما فعل الحوثي؟!

عبارات نسمعها دائماً للاستنقاص من الانتقالي مقارنة بما فعله الحوثي؟ فهل هذه العبارة صحيحة!

  • متى كان الحوثي قوياً؟!

هل تسليم صنعاء لبضع مئات من أطفال الحوثي بأوامر عفاش في وجود معسكرات الحرس؟ وانبطاح الإصلاح في وجود الفرقة الأولى مدرع؟ يعتبر قوة؟!

وأين كانت تلك القوة والسيطرة حينما لم يستطع أن يحتل الجنوب الخالي من السلاح والمعسكرات ومواجهات الجنوبيين له فقط "بكلاشنكوف.." قبل تدخل التحالف حتى لا يتعذر أحد بـ"الطيران".

 

  • "لماذا لا يسيطر الانتقالي على المؤسسات والأمن بقبضة حديدية على عدن كما فعل الحوثي".

من يقول هذا الطرح يجهل وضع صنعاء وعدن!

1- فالحوثي استلم مؤسسات دولة نتكاملة، وبنية تحتية جاهزة، عكس عدن والجنوب المدمر حرفياً.

2- إرهاب الإصلاح لم يكن ينشط في الشمال مطلقاً بل اتخذ من الجنوب مسرحاً له منذ 94 وحتى يومنا هذا.

3- العقلية الشمالية تجتمع دائماً على تنحية خلافاتها والتركيز على الجنوب، عكس الجنوبيين الذين نجد أن هناك "مرتزقة" قادوا جيوش العدو لقتال أهلهم وعلى استعداد لغزو وتدمير عدن والجنوب وإخضاعه لصنعاء.

 

  • ثم نأتي للسبب الأهم: الحوثي تم مساندته على بسط سيطرته شمالاً من قوى داخلية وخارجية.

▪︎فداخلياً: اتفق الاصلاح والشرعية على تجنيب صنعاء الحرب باعترافهم الرسمي! بينما اتفقت كل قوى الشرعية على حشد وتحويل الحرب نحو عدن بمعاونة "مرتزقة جنوبيين كذلك.

▪︎خارجياً: اتكأ الحوثي على حليف قوي "إيران" التي دعمته وأمدته بما يريد وفرضته كقوة محلية ووفرت له الحماية السياسية دولياً، وأوعزت للأتراك إرغام "الإصلاح" على عدم الاشتباك معه.

في الوقت الذي قوبل تحالف الانتقالي مع الإمارات بردة فعل متهورة وغبية داخلياً بظهور مطالبات فك الشراكة وإخراجهم ومواجهات من جناح الإخوان وإرهابهم جنوباً.

بينما بقيت السعودية لاترازح مكانها في موقف الوسيط فهي معنية بدعم الشرعية التي سمحت لها الدخول للحرب، وبذات الوقت تتعامل مع الانتقالي كشريك حقيقي أفرزته المرحلة!

 

لا مقارنة بين الانتقالي والحوثي حتى مع فرضه لواقع عسكري فحداثة النشأة وافتقاد الانتقالي للتمويل  والدعم الخارجي، ووجود معوقات وانقسامات جنوبية كلها عوامل أدت إلى وقوع الانتقالي بين مطرقة الحسم  وسندان فقدانه كل شيء.

 

لذا فعندما يحاول البعض وضع مطالبات أو حلول للانتقالي عليه أولا أن يراعي واقعية ومنطقية هذا الطرح بعيداً عن الاندفاع او العاطفة، فالتحركات الغير مدروسة ربما قد تكتب نهاية الانتقالي وتفقد الجنوب كل ماوصل له اليوم.

 

#ياسر_علي