هل حان الوقت في المصارحة قبل خراب مالطه

2021-07-02 09:24

 

تكملة لما طرحناه في مكتوبنا السابق .

قلنا في ما طرحناه سابقاً في المكتوب السابق ان المصارحه اساس متين للحوار وبديل حقيقي للمناطحه والفشل وقلنا ان المصارحه هي الوسيلة المثلى لمجابهة الاعداء وبنا الاستراتيجيات ووضع الرؤية والهدف وضمان توفر الوسائل والادوات المنيعة والقوة في انجاز شبيه با " ستار البامبو " لتحقيق ما يطمح اليه الشعب الجنوبي في الحرية والاستقلال …

 

واكدنا ان الخوف من المصارحة وتاجيلها الطرف الوحيد المستفيد منه اعداء شعب الجنوب في الهضبة ونخب سلطوية لها مصالح شخصية او حزبية او سياسية لن تتحقق الا بتعطيل مثل هكذا توجه او تشويهه عبر تجييش كل امكانياتها لتحقيق ما يشبه "نزيف كانساس " لاضعاف الجنوب وللنيل من حقوق الشعب الجنوبي وطموحاته واعطال مكينة التحرير بكل الطرق والوسائل مستفيده من تردد من يملك القرار في تلكأته او تخوفاته لاتخاذ ما يلزم من المصارحة كاساس قوي لتوحيد النخب الجنوبية وبالتالي الاهداف والاستراتيجيات .

 

واستكمال لما سبق النخب العدنية لها ما لها وعليها ما عليها بما ان عدن هي العاصمة للجنوب ناهيك اهمية ميناءها وموقعها الاستراتيجي والاقتصادي والذي على اثره اصبحت منارة لكل من يبحث عن الثروة او العمل او النجاح ناهيك اهميتها السياسية بحكم انها العاصمة.

 

اصبح شعار عدن للعدنيين  شعار سياسي ليس في موقعه اليوم "حقيقه بديله "حيث ان اول من تبناه علي محمد لقمان في 22 فبراير 1950 م بتوجيه رساله الى السكرتير العام للحكومة بالمطالبة في توظيف مواليد عدن عبر تعليمهم وتدريبهم لتمكينهم من الوظائف كافة بديل عن اي موظف ليس من مواليد عدن على اساس ( عدن للعدنيين ) ، وهذا ما لايمكن تحقيقة اليوم بحكم المزيج السكاني وتغيير التركيبه السكانية الذي حدث بعد الاستقلال وكذلك مفهوم الهوية والجذور التاريخية التي لزم الانطلاق منها  لمعرفة من هم ابناء عدن الحقيقيين . 

 

التخوفات حول المستقبل كالخوف من الاقصاء والتهميش ودور عدن الاقتصادي والسياسي المأمول يضل هاجساً امام النخب العدنية ناهيك المزج بين الاهداف وفق سوفينية خاصة مطلوب لهذا المصارحة كفيلة في بناء الجسور الصحيحة للعمل معاً لتحقيق الاهداف الوطنية واحلام وطموحات ابناء عدن والجنوب وبالمصارحه فقط يمكن ان نجد الكثير من الضمانات واصلاح الخلل اينما وجد .

 

يافع ( سرو حمير ) النخب اليافعية لديها تخوفات كباقي النخب الجنوبية وتدرك نخب يافع انه لابد من ان تاخذ دورها التاريخي في الدفاع عن الجنوب والشعب الجنوبي بتحملها الثقل الاكبر  لتاريخها ومساحاتها ومصالحها وانتشارها وعدد سكانها وامكانياتها فتحملت هذا الثقل والمسئولية وقدمت ما قدمته كعادتها في محطات التاريخ عند كل منعطف يهدد امن الجنوب ارض وانسان بالغالي والنفيس لتحقيق النصر الا ان لديها تخوفات تتمثل في ان الحفاض على النصر والاستعداد لافشال لمخططات قادمة كبيره وشاقه ومتوقعه ولن يتحقق الانتصار  عليها الا بتكاتف جميع النخب الجنوبية ناهيك الحاضنة الشعبية واهمية عدم اختراقها او اضعافها او تحييدها وحتى يتم ذلك لزم تقديم التطمينات وتبديد التخوفات لدى الجميع عبر المصارحة .

 

النخب اليافعية تدرك كذلك ان صراع الاقصاء المبكر من قبل جيل "رقائق الثلج " الذي بداءت معالمه تزهو لعدم الخبرة واجتهاد الاخوة الاصدقاء او قاصرين الخبرة عبر الاستحواذ او التنكر  المبكر ،  تضعه النخب اليافعية كمقدمة لاقصاء يافع خارج القرار السياسي والاقتصادي والعسكري ناهيك الخارجي من خلال اضعافها وبالتاكيد ليس  اقصائها على اساس رؤية "الفيله الوردية" ويمثل مؤشر خطير له ردات فعل غد تؤثر على المستقبل برمته لهذا تحتاج النخب اليافعية الى ضمانات وقرارات وسياسة ملموسه تضيء الطريق لتقصر المسافات ولانجاز المهمة ، وما التمسناه من ردات الفعل "الهادئه" لا تعني "القبول"ولهذا المصارحة وسيله لتصحيح ما وجب تصحيحه .

 

يافع لديها خيارات الا ان مسئولياتها الطبيعية والوطنية تلزمها ان تكون الراعي والاخ والصديق والاب الحازم والحنون لايقاف العبث وايضاح الصورة وتوحيد الجهود وتقديم الضمانات على قاعدة الجنوب لكل ابناءه والمستقبل للجميع واهمية ان يشارك الجميع في كتابت المستقبل اليوم وليس غدا اخذه بالاعتبار كل المخاوف المطروحة والطموحات المشروعة ناهيك ان الجنوب ومستقبله لا يمكن ان نضعه على هيئة " اوراق الجنة " حيث وجب الاستفادة  من تجارب حقب سابقة لا زالت اثارها حجر عثرة حتى يومنا امام استعادة الثقة لهذا وجب المصارحة لانجاز ( صوابية سياسية ) وفق قاعدة ان قرائت تاريخ الحقب السياسية السابقة وبإنصاف ذوا اهمية لنستفيد منها وليس لإدانة اصحابها بل لضمان عدم تكرار التجارب الفاشلة ( التعليم من اجل التغيير ) ولهذا وبهذا وجب المصارحة .

 

اما الضالع فالقرارات الاخيرة للاخ الرئيس عيدروس الزبيدي نضعها وفق قاعدة "امتياز التاج " و تكشف تقدماً وتفهم اكبر في حجم التحديات ونشيد بهذه القرارات وهذا المأمول في فتح باب الحوار الجنوبي الجنوبي متمنياً ان يكون هذه المرة هدفً مزمن واجب الانجاز وليس "حبوب اسبرين" حتى نطمئن على قدرة انجاز الارضية المتينه والصلبة والمضمونة لتحقيق الهدف المشترك وكمقدمة موضوعية وامنة لضمان تحقيق الحد الادنى من المطلوب وفق اعلان شبيه "بإعلان أربروث " .

 

المصارحة هي البداية والثابت لانجاز الحوار الجنوبي وبدون مصارحة لا اساس متين يمكن ان يبنى عليه معرفة حاضرنا ناهيك مستقبل الجنوب ولا حوار يحقق الاهداف المرجوة دون مصارحة .

 

دمتم في رعاية الله

محمد  شعيله السعيدي

الاربعاء 30 يونيو 2021 م