يظن رعاة الإرهاب والقاعدة وداعش الإخوان (المتأسلمين) وداعميهم قطر وتركيا أن أياديهم القذرة قد نالت من الجسد الجنوبي، وأنهم قد تمكنوا من تمزيقه وتقطيعه إلى أجزاء وأن شبوة وحضرموت قد تمكنوا منها وسيطروا عليها ولن تقوم للجنوبيين قائمة وأنتهي حلم إستعادة الدولة والهوية والحضارة والثقافة وحتى عزة وكرامة الإنسان الجنوبي.
وصلت تخيلاتهم وهلوساتهم إلى حفر أنفاق ومتارس ووضع حدود أمنية وعسكرية على مداخل شبوة وإفتتاح ميناء قنا بأسلوب خيالي حيث لا وجود لميناء على أرض الواقع، والحديث عن نقل عاصمة الدولة إلى مدينة سيئون وذهب الوزراء المحسوبون على الإخوان بالبدء في ترتيب فروع الوزارات هناك والعمل بوتيرة عالية على تقسيم الخارطة الجنوبية.
لكنهم لم يقرأوا التاريخ جيداً ولم يدرسوا مسيرة شعب الجنوب منذ ماقبل الإستعمار البريطاني وكيف أنتصر هذا الشعب وطرد الغزاة الأئمة الزيدية من هذه المناطق تحديداً، ماضي ومسيرة شعب حي أصوله ضاربة بأعماق التاريخ، شعب حر لا يقبل الوصاية أو الإحتلال والغزاة، تواق نحو المستقبل مستنداً على قواعد راسخة لا تهتز لأي قوة مهما كانت حجمها وجبروتها.
أهلنا في أبين وشبوة وفي وادي حضرموت ينتفضون في وجه الغزاة المحتلين الناهبين للثروات الذين يعزفون على وتر الخلافات الجنوبية النشاز ويوهمون أنفسم أنهم يستطيعون إيجاد فرصة وينتهزون اللحظة للبقاء تحت إمرة القطريين والأتراك العائدين من أوهام التاريخ بلباس الخلافة العثمانية، ويدركون في غرارة أنفسهم أن هذا ماهو إلا حلم وسراب ولن يدوم طويلاً ولا بأس أن يسرقوا وينهبوا ثروات الجنوب حتى حين.
أبين وشبوة ووادي حضرموت والمهرة هم عنوان الثبات والصمود وصبرنا على ما يُمارس ضدهم لن يطول، وجغرافيا الجنوب الواسعة لن تتحرر وتبنى في ساعات وأيام لكننا في اللحظة المناسبة سنقلب المعادلة على المحتلين والغزاة والعملاء وستعرفون كيف يكون النصر وكيف يكون توقيته.