تخيل مرارة الموقف الذي يخيم عليك عندما يبلغك فجأة، صاحب الشقة او المنزل الذي تستأجره، بأن عليك اخلائه خلال أسبوع أو شهر على أكثر تقدير، وإلا فإنه سيضطر لإخلائه بالقوة وإخراج سامانك وأغراضك إلى الشارع، وتصور قساوة الهم ولحظات الحزن القاهر الذي يخيم عليك وانت تسابق الزمن وتجري من حارة إلى أخرى وشارع إلى آخر ومن مكتب عقار إلى آخر وتسأل هذا وتتصل على ذاك، بحثا عن شقة أومنزل للإيجار بسعر معقول يناسب دخلك وواقع حالك وأسرتك و بأسرع وقت ممكن.
وتخيل أن كل هذا التكالب عليك من القهر والحزن وألهم ،لمجرد أن صاحب بيت أوعمارة طالبك بالخروج من شقته أوبيته، فمابالك بأن يأتي مستوطن صهيوني متطرف، ممن يكنون أشد الحقد وابغض العداوات للعرب والمسلمين، ويقتحم شقتك أو بيتك الذي تسكنه أب عن جد، في حي الشيخ جراح في #القدس المحتلة بفلسطين، ويطردك وعائلتك بالقوة، أو ينذرك عدة دقائق معدودة للمغادره، قبل أن يبدأ الجراف بهدمه وما حوله، ضمن للمخططات الصهيونية الجارية لتهويد القدس العربية الفلسطينية، دون أي وجه حق يذكر، وتحت حماية قوات من شرطة عدوك الذي يحتل وطنك بالقوة والنار والحديد ويقتل ويعتقل الآلاف من أبناء شعبك العربي المغلوب على أمره، لتمسي هكذا انت واسرتك، بين لحظة وأخري؛ مشردا في العراء تبحث عن خيمة تضللكم او قرص خبز يسد جوعكم، بينما المستوطن الاسرائيلي البغيض، يسكن بمنزلك المملوك لك من عهد الجد الذي بناه وعمره بساعده.
وهكذا هي قصة وجع التهجيز الصهيوني القسري لسكان الشيخ جراح بالقدس التي فجرت مؤخراً، المعركة الأكثر قسوة وضراوة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل وتفاجأت فيها الأخيرة بحجم تطور القوة الصاروخية لدى حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية وردها الصاروخي العنيف وغير المسبوق بقصف تل أبيب وأغلب المدن الاسرائيلية برشقات صاروخية من العيار الثقيل لأول مرة!
#قصة_حي_الشيخ_جراح_باختصار
#ماجد_الداعري