حضرموت والحاكم المعتوه

2021-05-17 09:40

 

تصبح البلدان ومستقبلها على شفا هاوية حين يتولاها حاكم معتوه في فترة حرجة وهي تواجه منعطفات مصيرية، كما حدث بحضرموت في حقبة الستينيات الحادة حيث كانت تحت حكم سلطان عجوز مأزوم، يتلاعب به شلة من العجزة من شيوخ دين وتجار سياسة يضمهم مجلس محلي كان يسمى بمجلس الدولة، وصفه حينها المصلح السياسي حسين البار بقوله: "هو عاجز لأنه مؤلف من خمسة شيوخ أفناهم الدهر، ولكنهم لا يريدون أن يعترفوا"، فتنفصل بذلك تلك السلطة المحلية عن المجتمع ونخبه الواعية المتطلعة نحو الأفضل.

  

كان حاكم حضرموت حينها منكب على نزواته، ومتكل على عصبته التي تشكل جيشه نظامه الأمني المتهالك، والذي كان أول من باعه حين جد الجد، وهو غارق في القرارات الخاطئة إلى حد الإجرام في حق الأمة، والإساءة لعاداتها وقيمها التي يجهلها بسبب عزلته وتفاهته، والتي لأجلها فقط كانت تصر دولة الحماية في لندن على بقائه حاكمًا لتأمين سيطرتهم على حضرموت ومواردها وحرمان أهلها من خيراتها.

  

وإزاء ذلك بدأت الفئات الناضجة والواعية من الشعب، ولاسيما من الشباب، تبحث عن بديل لها من المشهد السياسي القاتم ببلادها الحضرمية وحصلت عليه في جوارها الجنوبي حيث الجبهة القومية الداعية لاستقلال وتحرير البلد بجميع أرجائه، فانضوت تحت لوائها وفتحت لها مقرات في المكلا وسائر مناطق حضرموت، ثم اتصلت بجميع شرائح الشعب من عمال عبر النقابات، وطلاب عبر الاتحادات، وقبائل عبر بعض متنوري المقادمة استعدادًا للمرحلة القادمة .

  

وفعلا سقط ذلك الحاكم وتكردحت معه حضرموت إلى أسفل سافلين، بسبب سفالته وتأخر إقالته ، وهذا هو حال ومآل كل شعب ضال يرضى بهكذا حكام ويعاملهم باحترام ويصفهم بالأعمام فلا يزيدهم إلا عمى على عماه.

*- د أحمد باحارثة