السعودية وسياسة شراء الذمم الفاشلة

2021-04-28 18:00

 

سعت السعودية منذُ وقت مبكر لتقليص نفوذ الزيود في الشمال، واستعانت بجيش كبير من المشائخ ورجال الدين والسياسة، بينهم علي عبدالله صالح، وعلي محسن الأحمر و عبدالله بن حسين الأحمر، وكذلك السلفيين بمختلف فصائلهم، والاخوان وغيرهم .

 

لكن الواقع اثبت فشل هذه السياسة في الشمال، والمبالغ التي انفقتها السعودية تحولت الى ارصدة لهذه الشخصيات وتحولوا الى نافذين دمروا البلاد والعباد، والحوثي كرد فعل على هذه السياسة ذهب الى ايران واصبح قريب منها .

 

وبعد 50 سنة على هذا الدعم السخي صار الشمال اكثر كراهية وعدوانية للسعودية .

 

للعلم لو كان انفقت هذه الأموال في دعم مشاريع التنمية في المناطق الفقيرة، كان الواقع تغير للأفضل بدل كل هذا التحريض على السعودية في الشمال واعتبارها العدو الأول لهم .

 

ويبدو انه بعد هذا الفشل كله، هناك تراجع في الموقف السعودي ويتعامل مع الشمال بطبيعته وتكوينه التاريخي بعيداً عن قوى النفوذ والفساد والفشل، وهذا ما اكد عليه سمو الأمير محمد بن سلمان في حديثه مساء أمس .

 

وللأسف هذا الفشل عكس نفسه على الجنوب، وهناك مؤشرات على تغير كبير في مزاج الشارع الجنوبي عقب كل الخذلان الذي يشعر به .

 

ونتمنى ان تكون هناك مراجعة شاملة للسياسة الخارجية السعودية تجاه اليمن، على اساس المصالح المشتركة ودعم مشاريع التنمية بعيداً عن الاجندة السياسية التي اثبتت الايام انها غير مجدية وتتحول الى نكسات كبيرة

 

مثل ما صنع محمد بن سلمان تغيير داخلي نتمنى ان يصنع تغيير خارجي مع جيرانه الى الأفضل بعيداً عن اللجان الخاصة وشراء الذمم .

 

#ياسر_اليافعي