فخامة الرئيس هادي يعتبر من الرؤساء القلائل الذين دخلوا تاريخ اليمن ولكن من من باب الطوارئ ودون أن يشعر به أحد إلا بعد أن شاهدوه في مراسيم الإنتقال السلمي للسلطة في صنعاء وهو يستلم قطعة القماش من الرئيس السابق صالح في حفل أبهجه ولم يبهج الشعب.
أصبح رئيساً شرعياً بين عشية وضحاها في مسرحية هزيلة وإنتخابات بلا منافسين ولم يشارك فيها أبناء الجنوب ليتسلم إدارة الدولة بعد أن قضى عمره في منصب ديكوري نائباً للرئيس، وعكس ما توقّع الجميع، حقق إنجازات كبرى وأن كان البعض لا يراها فالمشكلة فيهم لأنهم أعداء المشروع الإتحادي العظيم ولا تروق لهم الإنجازات العملاقة ولا المشاريع الكبرى التي لم يعتادوا عليها وليست المشكلة بفخامته ولا بمشاريعه الطموحة.
أصبح فخامتة واحداً من أفضل إثنين رؤساء من أصل إثنين رؤساء عبر تاريخ مايسمى ب(الجمهورية اليمنية) العريق الذي يتجاوز تاريخها الثلاثون عاماً ببضعة أشهر .
دخل فخامتة التاريخ من أوسع الأبواب ففي فترة حكمه تحولت حياة 12 مليون طفل، حياتهم إلى كابوس، والشعب يتضور جوعاً ويموت كل 10 دقائق طفل وعرف شعبه أمراض جديدة لم تكن معروفة، وأنهارت كل الخدمات العامة في عهده؛ الكهرباء، المستشفيات، المدارس، وخدمات المياه والصرف الصحي، والنظافة، كلها أختفت، وتدهورت العملة المحلية ولم يزدهر في عهد فخامته سوى عدد القصور في الدول الأجنبية والحسابات البنكية لأولاده وقيادات الإخوان والموت والجوع والفساد بأشكاله المبتذلة في البلاد.
دخل فخامته موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأول رئيس على مستوى العالم يحكم شعبه طوال سبع سنين عجاف من أحدى أجنحة الفنادق العالمية الفارهة في دولة غنية بالنفط، وسلم إدارة أمور الدولة الأفقر بالعالم لعصابة فاسدة تدير الدولة عبر مجموعة (وتساب) وتصدر قرارات ولا تجد القبول من الشعب وقواه السياسية.
اليوم نعرِّج على إنجازات الرئيس هادي الذي أعاد ضبط عقارب التاريخ للوراء عشرات السنين واشتهر خلال مسيرة حكمه العشرية الممتده من نكبة فبراير 2011 حتى اليوم بأنه لا يفقه في السياسة إلا ما تناسب العصابة، ولا يملك القدرة على القيادة إلا بمساعدة أسوأ مخلفات نظام صالح، كما أنه قوي الشخصية فيما يتعلق بعناده لأبناء الجنوب وتعذيب الذين آووه عندما هرب بعباءه النساء وتخلى عنه المحيطين به اليوم في الفندق.
دخل التاريخ من أوسع الأبواب، بعدما قدم لتنظيم الإخوان فرع اليمن أكثر بكثير مما قدمه مؤسسو الجماعة في اليمن وخدم الحوثي وقَّع معهم إتفاق السلم والشراكة وبعد أن سلم الدولة والجمل بما حمل للميليشيات الحوثية المتطرفة في صنعاء، يسعى اليوم لتكرار نفس السيناريو ويريد فخامته تسليم الجنوب لميليشيا الإخوان الإرهابية بكل وقاحة.
من إنجازاته التي لا يختلف عليها أثنان أنه قرّب الإخوان ومكنهم من السيطرة على الدولة ومنذ أن أستلم السلطة في 27 فبراير 2012 قام بعزل كل القيادات الوطنية الشريفة في مؤسسة الدولة وإحل محلهم قيادات الإخوان المؤدلجة في مفاصل الدولة المدنية والعسكرية.
أختص فخامته الإخوان بالكثير من الإهتمام والرعاية الفائقة وسلم زعيمهم الأحمر الجيش وهو من دمر القوات المسلحة اليمنية ومهد الطريق لسيطرة الإخوان على الجيش وأسس فخامته مايعرف بالجيش الوطني وهو الجيش الذي يتبع علي محسن الأحمر فقط وجماعة الإخوان الإرهابية.
الرئيس هادي مكن الإخوان من السيطرة على إقتصاد الدولة عبر تمكين قيادات وتجار جماعة الإخوان من الإستيلاء على الموارد ومنحهم القرار الإقتصادي يحتكرون السوق ويأخذون المشاريع بدون مناقصات وأصبحت القطط السمينة لجماعة الإخوان تسيطر على كل شي في البلاد ماعدا الهواء.
الرئيس هادي أنقلب في العام 2016 على حكومة التوافق الوطني وعزل نائب الرئيس بحاح وعين علي محسن الأحمر نائب للرئيس لتمكين الإخوان أكثر وأكثر من الدولة ومن مليارات دعم التحالف للحرب في اليمن ضد جماعة الحوثي.
الرئيس هادي سلم ملف الحرب لنائبه وقيادات إخوانية دخيلة على المؤسسة العسكرية وعزل القيادات العسكرية التي لا تنتمي إلى الإخوان. ومن لا يدين بالولاء المطلق للأحمر وللإخوان بالجيش ويصعب عزله نتيجة لتاريخه تدبر له عملية إغتيال كما حدث مع الحمادي وغيره.
تشن القاعدة وداعش والإخوان الحرب على الجنوب في أبين وشبوة وحضرموت تحت غطاء شرعية هادي حتى أن الإرهاب أزدهر في أبين في عهد فخامته ووصل إلى مرحلة لم يألفها الناس في أبين والمناطق الوسطى بفضل دعم فخامته لتواجد القاعدة وداعش وزعماء الإرهاب بين أهله في أبين.
الرئيس هادي هو سبب النكبات المتلاحقة على الجنوب منذ تاريخ ماتسمى بـ (الجمهورية اليمنية) في عام 1994 قاد المعارك ودخل على ظهر الدبابة غازيا واليوم مازال متمسك بعودة إحتلال الجنوب وبالدبابة، لكن الذي لايفهمه فخامة الرئيس هادي أن المعادلة تغيرت وأن لكل زمان دولة ورجال.