السلام لن يكون بأدوات الازمات والحروب.

2021-04-06 09:34

 

تعيش المنطقة برمتها في توتر واضطراب بمايمكن تسميتها ارهاصات اوجدتها أخطاء متراكمة منذ مايقارب القرن  ومازال البعض متمسك بديمومة تلك الأخطاء بغض النظر عما يسببه له ذلك التمسك بتلك الأخطاء من ازمات وصراعات وحروب.. 

والمشكل أن الإقليم في جوار هذا البعض يجامله خوفا أو اتقاءا للشر أو أمور أخرى وهو الأمر الذي أدى إلى هذا التمزق والحروب في المنطقة العربية مما استدعى تدخل إيران وفق ايدولوجيتها التي تستخدم العرقية الفارسية المغلفة بولاية الفقيه كنظام حكم  يستوجب تصديره للأقليات الطائفية الشيعية أو طوائف أخرى تحت اسم (الممانعة) وإظهار العداء الخشن في التعاطي السياسي والاعلامي مع أميركا وإسرائيل والمسلك الناعم  معهما من تحت الطاولة ولم تضع تركيا الفرصة وهي ترى الثيران المذبوحة و(اللحم فيها أكثر من العظم) بل استخدمت الحزب العالمي الاسلامي الاخوانجي وتلبست بقميص السنة والوحدة الإسلامية ومن الغريب أن  يشاركهما -أي- إيران وتركيا القومجيين واليسار التقدمي العربي مما يجلي الصورة ويوضح مختلف أبعادها الدولية في لعبة الأمم ..

 

أن السلام مطلب لكل شعوب المنطقة سواء جاء بمبادرات أحادية أو جاء وفق حلول جماعية لمختلف ملفات المنطقة التي لايمكن تجزأت الحلول فيها ومن أهم  تلك الملفات ملفي فلسطين والجنوب العربي الذي تم تغيير تسميته وثقافته وهويته منذ نهاية عام1967م  إلى تسمية الجهوية اليمانية  المتعددة الشعوب والبلدان وفق شعارات الوحدة العربية والتي فشل انموذجها الذي تم إعلانه في 22مايو1990م بمثل مافشلت محاولات وتجارب عربية سابقة ورغم التجاهل العربي لملف الجنوب العربي فأن هذا الملف هو محور الحرب والصراع اليوم في جنوب شبه الجزيرة العربية  والتمادي العربي في تجاهله  قد يستدعي تدخلات إقليمية ودولية أخرى في لعبة قواعد الاشتباك التي تجري فصولها منذ عام1994م

 

ومن نافلة القول إن تسليم الجنوب العربي لإيران وادواتها وتركيا وأدواتها أو تقاسم ماتبقي من جغرافيته لدفن ذلك الاسم الكبير بادواره الإنسانية والتاريخية عبر مختلف مراحل التاريخ أمر لن يكون النجاح حليفة فشعب الجنوب الذي يزيد تعدده على ثمانية مليون نسمه لن يقبل أن يعيش تحت العبودية بأية تسمية وهذا وغيره مايجب أن يكون حاضرا في مبادرات السلام وفي الحلول لمشاكل وقضايا المنطقة ليعم الأمن والاستقرار والسلام الجميع لأن ذلك لن يتحقق موضوعيا وشعب الجنوب العربي محروما منه ومحروما من حقه في قيام دولته العربية الجنوبية بجوار اخوي وحسن مع اليمن العربي ومع العربية السعودية ومع العربية العمانية وتعاون شامل لتحقيق النماء والازدهار للشعوب والدول والسلام في كل الشرق الأوسط بادوات غير الادوات القديمة التي  تسببت في الازمات والحروب والصراعات.

 

 الباحث/ على محمد السليماني