يقول المثل- اليافعي-الكلام اذا طال، قُسم الشيطان منه! وكذلك سالوا قائد عسكري انتصرت دولته في كل الحروب، كان السؤال ما سر نصركم في كل الحروب ؟
فكان رده ، حروبنا سريعة وخاطفة واذا طالت الحرب فيجب وقفها والاستعداد ، اما للمفاوضات او لحرب اخرى تكون اكثر سرعة ومباغته وحاسمة .
قلت هذا وانا اتابع مجريات الحرب في اليمن، والتي طالت وانهكت وعذبت واذنبت ، وليس لهذه الحرب من افق واضح المعالم فهي تكاد تكون متاهة .
عندما تخوض حرباً ولمدة طويلة فأنت هنا كمن يحفر حفرة في الصحراء باحثا عن الماء ، وتوحي لنفسك انه وكلما تعمقت في الحفر ، سوف تكتشف المكمن المائي الغزير .
تجد نفسك بعد هذا التعمق انك تحفر في نفق رمال سحيقة وكله جفاف وقحط عتيد !
هنا عليك التوقف عن هذه المحاولات العبثية والمضنية بل وردم هذه - المصيبة- حتى لا تقع في اعماقها .
يقول الشاعر
إذا لم تستطع أمراً فدعه
وجاوزه إلى مـا تستطيعُ
كما ان على المحارب ان يسال بكل ثقة وامانه وصراحة، ان يسأل نفسه ( هل سأنتصر في هذه الحرب ؟ واذا كان الجواب نعم فكم تحتاج الى الوقت ؟.
فاذا طالت الحروب فهي فداحات ومنهكات ، بل وتهد المعنويات وتعمق في وعي الشعوب حالة من الاسف بل وعدم الثقة والتذمر والخذلان .
مثلي في ذلك هي حرب امريكا مع فيتنام ، فلقد انهكت واذلت اقوى قوة في العالم ومع هذا فقد اقرت امريكا بصعوبتها بل بهزيمتها وانسحبت من أتون تلك المحرقة .
وعلينا ان نسال قبل اي حرب نشنها ، مع من نختلف معه، هل الحرب سوف تثني الخصم وترغمه على التنازل؟
ام انها سوف تضعفه فقط . واذا كانت فقط ستضعفه، فتذكروا ان الفيروسات اذا اضعفتها فقط المضادات فسوف تعود وتضرى مرة اخرى وتصبح اشد فتكاً ووبالاً.
على ان الحروب ليس هدفها القتال او اضعاف الخصم، وعرض القوة النارية بل الحسم وفرض الشروط وارغام الخصم على التنازلات بل والإذعان .
وهناك ما هو مهم بل واساسي في اي حرب ، وهو هل لدى خصمك ما يخسره في هذه الحرب ! فالنصيحة الذهبية هي ان لا تقاتل من ليس لديه ما يخسره في اي حرب .
في معارك كثيرة هناك الحسم الناري وهناك الحسم من خلال التضحيات الجسيمة ، وللاسف فليس لدى جيش الشرعية عقيدة التضحية في سبيل القضية والوطن .
فاروق المفلحي