اي متابع سواءً عن بعد او عن كثب ، سوف يدهش لهذا الحماس لإدارة - بايدن- في الغاء إرث او ملامح السياسة -الترمبية - التي كادت ان تفقد امريكا توادها واتزانها .
لقد عاث - ترمب- فساداً مخيفاً
في بعثه الشحناء والعداوات وايقاظها من مراقدها ، سواءً مع الجار الطيب المكسيك او جارتها الشمالية وحليفتها المخلصة - كندا- او مع العالم .
اليوم تترى الالغاءآت وتتواصل لقرارات ترامب فامريكا عادت الى اتفاقية المناخ ومنظمة الصحة العالمية وهي تتحاور وتُسمع وتستمع بعد ان كادت ان تنعزل عن العالم لا بل تتخاصم معه بسبب طيش ونرجسية -ترمب-
كانت الشحناء ديدن - ترمب- فالصين دخلت معها الادارة الامريكية في مناكفات وتحديات ، وكذلك اورباء الاتحادية بل ان امريكا - الترامبية- عبرت مراراً وتكراراً عن معارضتها مشروع مد انبوب الغاز الطبيعي الروسي الى اوربا ، وهذا تدخل غريب وعجيب وحشرية مقيتة.
طالت التنمرات الامريكية في عهد - ترامب -كل ملامح السياسة الخارجية وكذلك السياسة الداخلية وكادت ان تحدث صدعا مخيفاً في وعي الشعب الامريكي وتواده .
لازلت اتذكر تصريحا غريباً - للرئيس - ترمب- وهو يتحدث عن -مصر -وانها قادرة على قصف سد النهضة الاثوبي وتدميره ! ومثل هذه التصريحات لا تعنيه، ولا يجب ان يتحدث بها رئيس دولة عظيمة وبحجم امريكا .
اليوم امريكا توافق على اللجوء وتستقبل اعدادا من اللاجئين الانسانيين عبر الحدود . كما ان امريكا تتأنسن بعدما توحشت ، بان سمحت اليوم لامهات الاطفال بالانضمام الى اطفالهن الذين ابقتهم امريكا في اراضيها وطردت امهاتهم .
كان صديقي- اليافعي- القادم من بريطانيا الى كندا والذي يحمل الجنسية البريطانية كان قد دعاه صديقه في امريكا لزيارته .وبما ان البريطانيين يسمح لهم بزيارة امريكا دون اي تعقيدات فقد اخذ حافلة وتوجه لزيارة صديقة في ولاية متشجن .
عند الحدود سالوه هل زرت اليمن قال نعم وقبل سنتين . فجأة انزلوه من الحافلة واعادوه الى كندا بسبب زيارته الى اليمن .
هذا مثل اسوقه لكم عن تنمرات - ترامب- فلولا فشل ترامب في الانتخابات لعكر صفو الحياة في امريكا والعالم .
اليوم ننتظر انفراجات امريكية مع ايران ومع الصين ومع المكسيك ومع كندا وربما ستساهم امريكا في وقف حرب اليمن ، ولكن اهم ما يحمله - بايدن - للعالم انه رئيس يتفهم ويعي السياسة ولا يتبجح، وان ادارته مطعمة بافضل الكوادر واوثقهم دون عنصريات او تنمرات .
فاروق المفلحي