البعض يتوقع ان امريكا ما بعد -ترمب- سوف تعيد خلط كل اوراقها ، وترتيب اولوياتها وتعديل مسارات السياسة الامريكية بشكل عميق .
هذا تصور البعض وتوقعاتهم بسبب الاختلاف والتنافر بين حزبي الحكم في امريكا اي الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري .
لكنني لن اتوقع احداث متغيرات عميقة بل سطحية .
وعن امريكا فهي اليوم تواجه تنافسات محمومة من قبل ثلاث دول تتعاظم سطوتها، واهمها الصين-العظمى- ثم اوروبا الاتحادية وروسيا الاتحادية .
وعن الصين فبعد سنوات سوف تصبح الاقوى في العالم بل وستستمر في زخمها متعاظمة والى قرون قادمة . وعن امريكا فهي وان تراجعت من حيث القوة في أقتصادها والهيمنة الدولارية والطغيان السياسي الا انها ستبقى دولة رفاه وثراء وابتكار لعقود طويلة .
وعن توقعات البعض في ان يغير الحزب الديمقراطي من السياسة الامريكية فهذا لا يتوقعه الكثيرون من المحللين الجهابذة .
ما ينوي - بايدن- تعديله هو تجميل بعض سياسة -ترامب -الداخلية والمعالجات الانسانية بسبب نمو العنصريات وكراهات المهاجرين ، ولن تمس هذه المعالجات عمق السياسة الامريكية وتحالفاتها وقواعدها حول العالم ،والتي وصلت الى ٨٠٠ قاعدة تقبض على العالم من خاصرته وتحبس انفاسه .
على ان المرحلة - الترمبية - كانت حافلة بالتنمرات والشطحات والقسوة في التعاملات، مع بعض الدول وخصوصا المكسيك، الجارة التي تنازلت عن نصف ارضها لامريكا -العاتية-والتي ناصبها - ترمب - العداء وتوعدها ببناء السور وعلى حسابها .
في توقعات المراقبين فان التعديلات او التجميلات في السياسة الامريكية ستكون رتوش خفيفة ومنها :
الغاء الحضر على مواطني الدول التي وصمها- ترمب -بالارهابية وكلها اسلامية ما سوى كوريا الشمالية وكلها بريئة من الارهاب -براءة الذئب من دم يوسف - .
الحد من بيع الاسلحة لبعض الدول الحليفة لامريكا بسبب استخدامها لاغراض غير دفاعية .
تشديد القوانين على تداول وبيع وحمل الاسلحة في امريكا والعودة الى اتفاقية المناخ .
تحسين العلاقات مع اوربا الاتحادية وخصوصا المانيا حيث وامريكا - الترمبية- ابدت انزعاجها من مشروع روسيا -المانيا -لمد انبوب الغاز الروسي الذي يطلق عليه - السيل-
التوسع في شبكة الضمان الصحي ليشمل طبقات الفقراء الامريكيين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف التأمين .تدشين علاقات ودية مع امريكا اللاتينية وكندا فضلا عن المكسيك.
تخفيف الحرب التجارية مع الصين بل وتوقعات في تخفيف التوتر مع ايران . عدم تشجيع اسرائيل على ضم المزيد من الاراضي الفلسطينية خصوصا بعد تطبيع علاقاتها مع بعض الدول الخليجية .
وهناك توقعات بسحب امريكا قواتها من افغانستان والعراق بل والصومال .
اما فيما يتعلق بعمق السياسة الامريكية ومداميكها الراسخة ، فليس هناك من مساس بها لانها من ركائز السياسة الامريكية وثوابتها .
على ان الاهم في انتصار الحزب الديمقراطي ، هو عودة الثقة بالبيت الابيض والزعامات الامريكية التاريخية الثقيلة امثال اوباما وكلينتون بل وبوش الابن .
فاتني ان اذكر انني اتوقع امكانية تحسين العلاقات الامريكية مع كوبا وفينزولا وربما ، ربما الغاء قرار وصم -انصار الله -بحركة ارهابية لان هذا يعطل مسارات التفاوضات لاحلال السلام .
فاروق المفلحي