ضربة المطار والإنشطار

2021-01-04 15:16

 

رغم الحزن والفاجعة الذي تسببت به صواريخ المطار الرعناء، فأن الجنوب يضمد جراحاته النازفة بكل جرأة وصبر وشموخ.

 

ومهما تكن معلوماتنا دقيقة والتحقيقات والتقصيات واثقة ودامغة فأن هناك ما قبل صواريخ المطار وما بعدها .

 

وعن التقصير ! فمهما بالغنا بالمراقبة والاستعدادات والتنبه والحذر ،الاّ ان الاخطار تبقى متربصة بنا ، فحتى فرنسا الدولة التي تمتلك ادق التقنيات وتنشر ملايين المجسات والكاميرات ولديها من اقوى الاجهزة الأمنية ، يعسون في كل انحاء فرنسا ، إلاّ انها لم تتمكن من وقف العمليات الارهابية .

 

هناك من يطالب بان يسلم مطار عدن الى عهدة دول التحالف لحمايته، وكذلك لنشر مضادات لهذه المقذوفات التي تهدد السلام وتشل حركة مطار عدن الدولي الذي هو نافذتنا الى العالم الخارجي .

 

على ان التوجس والتوقعات  وبعض التكهنات قد رجحت  إنطلاق تلك الصواريخ من الساحل الغربي، وهذه ان صحت فهي القشة التي قصمت ظهر البعير .

على ان الحرب وضعت اوزراها المخيفة ولم يبق سوى بعض الذنوب التي قد يغفرها  الله بالدعاء والتندم.

 

يقولون في علم الزلازل ان الاعنف من الزلازل هي الاولى وما تتبعها هي رواجف عابرة . نحن نمر بهذا الحال وهذه الرواجف لن تكون مدمرة وهي مايمكن ان نطلق عليه بالمناوشات .

 

وتذكيراً فكلما اتحدث الى بعض المطلعين والمتابعين يشددون على ان صنعاء لن تستسلم ولن يفرط الانصار بما ضحوا من اجله .

 

صنعاء هي المدينة التي من حكمها حكم اليمن وهناك كان ولا يزال ثأر بين الملكيين والجمهوريين على ان الجمهوريين خسروا جولتهم في عز قوتهم ولا بواكي عليهم .

 

وعن تضحيات الانصار فهي غير مسبوقة ومقابرهم تملىء المدن وشواهد اضرحتهم تحمل شعاراتهم وتبرز تلك الصور للقتلى، حيث ترسل  هذه الصور الى قلبك الموجوع شحنات من صعقات الحزن،  في ان من قضوا في تلك الحرب جلهم من الشباب وفي عمر الورود اليانعة  .

 

هولاء تركوا لدى اسرهم مخزون من الحزن الدفين يتفاعل في قلوبهم ويتأجج ليصبح حالة من الشعور بالإنتقام المدمر  والصمود المخيف مهما بلغت الكلفة .

 

نفس تلك الروح والمشاعر يعيشها ابناء الجنوب فقتلاهم ودماء جرحاهم، وقودهم لبعث فتكتهم ولن تضيع من بين ايديهم ارضهم فهي شرفهم وتاريخهم ومقدساتهم .

 

 واقول لاهلي في الجنوب أتركوا صنعاء ولا تمنوا النفس باخضاعها لان التاريخ يشهد ان الجميع صرفوا الذهن عنها، فليس فيها ما يغري غير الموت والخطر والصخور الحادة .كما انه ليس لنا بصنعاء امنية ولا خاطر والجنوب هي  امنياتنا وخاطرنا وارضنا ومهادنا وتاريخنا  .

 

هناك من ينصح ويقول اغدقوا التفكير في السلام او تفعيل مبادرة الهدنة الطويلة التي تبعث  على الاسترخاء ففي لحظات الاسترخاء تتسلل الى العقل حالة الوعي وحب السلام ونبذ العنف والشحناء .

 

جربت الهدنة الطويلة الصومال  وكانت ملهمة حيث وطدتها وجربتها جمهورية الصومال مع أرض الصومال الحر ، ورغم انه لم يعترف بها احد سواءً في افريقيا او العالم، ومع هذا آثرت جمهورية الصومال ان لا تفكر في اجتياحها، فأزدهرت ونمت واصبحت الملاذ الأمن  لكل ابناء الصومال .

 

وكذلك هناك هدنة طويلة بين مملكة المغرب وجمهورية الصحراء، صمدت ورغم التوترات فلا زالت صامدة .ولو تجاوزنا ذلك لقلنا ان هناك هدنة بين الصين وتايوان، وبين قبرص اليونانية وقبرص التركية.

 فكروا بالهدنة  فهي ملهمة فمن خلال الهدنات وتوقف الحروب نستلهم بواعث السلام  والرُشد.

 

وعن المبادرات والوساطات فعلى دول التحالف ان تنصت وتصيخ باسماعها الى نصائح سلطنة عمان . هذه السلطنة فطنت الى ان تنأى بنفسها عن كل الصراعات، بل وساهمت وتساهم اليوم في وساطات، وهي اليوم حمامة السلام في المنطقة العربية . اصغوا  لوساطات وافكار حكام سلطنة عُمان .اصغوا لها بقلوبكم ووعيكم وكل جوارحكم .

 

وعود على بدء فأن صواريخ المطار قد اوجدت حالة من اليقظة والتنبه فالاعداء  اليوم هم حلفاء الامس . يحيطون بالجنوب ويتحينون الفرصة للفتك به ومن كل حدب وصوب.

ولسان حال الجنوب اليوم  -ربي اكفني شرور اصدقائي اما اعدائي فانا كفيل بهم- .

 

وعود على بدء فهل ضربات المطار تنذر بالإنشطار ؟ وهناك من يقول نعم، فلقد مزقت هذه الصواريخ وشطرت كل شيء بما فيها الارض.

فاروق المفلحي