ما هي الرسالة من إنفجار عدن.

2020-12-31 15:09

 

كل حدث له اسبابه ورسائله وتحذيراته، وعن كيفية بلوغ هذه الصواريخ ارض مطار عدن فهو مروع وفاجعي، ورسالة هذه الصواريخ كان هدم كل بواعث الامال وافشال كل الجهود والاستقرار .

 

ما احدثته هذه الصواريخ الرعناء، لشديد وباتع فقد كانت هذه الصواريخ صادمة ومروعة، وكان هدف هذه الصواريخ احداث الصدمة المباغتة والمروعة وخلط  بل وتمزيق كل الاوراق .

 

كانت هذه الصواريخ من الدقة والقوة والشدة ما اسفرت - وللاسف-عن قتل وجرح الكثير من الحضور والمراسلين وصل عديدهم حتى الان الى اكثر من ٨٢ بين قتيلٍ وجريح .كما وان تلك الصواريخ -ولحسن الطالع- قد اخطأت الطائرة بأمتار ، وإلاّ لكانت سوف تحدث محرقة بشرية غير مسبوقة  .

 

وعن انطلاق تلك الصواريخ فهناك توقعات وهناك شهود عيان،  ذكروا ان الصواريخ سمع دوي انطلاقها من -مطار الجند- في -تعز -. والتكهنات واردة ولكن الحقيقة ستبقى غائبة الى حين ! 

 

وعن الرسالة من اطلاق هذه الصواريخ والى هدف مهم وموقع استراتيجي،  وفي وقت حرج وشديد الحساسية  ،فقد كان بنية القضاء على كل اعضاء الحكومة وبقصد ازهاق بوادر الوفاق.

 

هذه  الصواريخ الغاشمة حطت وبكل ذنوبها في عدن بهدف نسف كل شيء ، واطلاقها  وتوقيتها وهدفها يعبر عن تربص واضح ومتقن في افشال دور حكومة المناصفة والتي ولدت بعد مخاض عسير  .

 

عدن تعيش اليوم فاجعة المطار  وتترقب بحالة من الصدمة ما سوف تسوقه الاحداث من مخاطر في قادم الايام، فلقد بلغ التربص مداه .

على ان هذه الصواريخ والتي كانت دقيقة وشديدة قد اصابت امن عدن ومدينة  عدن بصدمة  وفاجعة في لحظة هدأتها واستراحتها وسلامها .

 

كيف تواجه عدن هذه الاحداث الخطرة ؟ والحقيقة انه لا بد ان تفكر دول التحالف في انقاذ المطار بل والمصافي ومعاشيق من هذه المخاطر المحدقة .

 

هناك اساليب عسكرية ناجعة لحماية المطار والمصافي ودار الرئاسة، ولكن هذا يعني نشر صواريخ - باتروييت-  وهي عالية الكلفة والتقنية  وذلك بغية التصدي لهذه الصواريخ، ورغم بدائية الصواريخ التي اطلقت على المطار الا انها احدثت وصدمت بل واوجعت .

 

هناك من طالب بتسليم مطار عدن لقوة من التحالف تتخذه قاعدة لها وتحميه . صحيح ان هذا سوف يكلف الكثير  من المال والجهد، ولكن ما تحرر من الارض هو الى اليوم تحت وصاية دول التحالف بل ان كل الوطن تحت الوصاية الدولية .

 

هل هذا يحتم على دول التحالف الرد والانتقام ؟ لا اجد نفسي مع هذا السينياريو ، بل ان الحوار وان كان صعباً ومضنياً  وشائكاً ، الاّ

انه الاسلوب العقلاني الذي يجب على الخصوم او الفرقاء تجربته بل وان تتقبله دول التحالف وتتقنه بل وتقتحمه بكل ثقة ووعي صادق.

 

على ان اي تدشين لحوار هادىء ومتقن وصادق يجب ان يمتد الى ايران وتركيا والدوحة فهناك مبعث التربصات والعداوات والتحريضات .

 

عدن وكل الوطن افاق اليوم على حادث مروع وكان سيكون اشد ترويعاً لو ان احد هذه الصواريخ اصاب الطائرة، ولكانت مسيرة الالف ميل قد انتهت الى السقوط في فوهة كريتر .

 

لكل فعل رد فعل، ولكن افضل الردود ليس الانتقام بل التبصر والبحث بين الحرائق والمهالك والمخاطر عن ما يمكن له ان يحمي الانسان والاوطان وينقذها من براثن الموت والاحتراب والتحاقدات .

 

صحيح ان السلام يتطلب التنازل بل وبعض الخضوع والطاعة المشوبة ببعض المذلات الا ان السلام يهديك الحياة والرخاء والامان بينما الحروب تسقيك علاقم الموت والفناء .

 

فاروق المفلحي