الدول الكبرى والعرب

2020-12-30 11:30

 

عندما اقرأ تاريخ علاقات العرب مع الصين او الهند او الاتحاد السوفيتي فلا اجد في تاريخ تلك العلاقات وان كانت غير وطيدة ، لا اجد فيها الكثير من الغموض والحيل والملغزات والتربصات  .

 

بينما لو عدت بذاكرتي او قرأت عن تاريخ الامة العربية مع الدول  الكبرى وعلى الاخص  امريكا وبريطانيا  وفرنسا ، فسوف تبرز هناك ملامح الحيلة والدسيسة والوقيعة والفهلوة ان صح التعبير بين هذه الدول الكبرى والعالم العربي الذي لا يعرف الدسيسة او المكر في تعاملاته مع الدول الكبرى .

 

وعن علاقات بريطانيا مع الجنوب  ، فلقد كانت كارثية بكل المقاييس ، حيث كانت بريطانيا شحيحة العطاء في الانفاق على البنى التحتية والتعليم والصحة بل ودعم ميزانية الجنوب التي كانت شبه خاوية، بل انها منعت قيام حكام سلطنة آل العبدلي  سلاطين لحج  منعتهم من توثيق علاقاتهم وتوطيدها مع المملكة العربية السعودية وحصول الجنوب على دعم سخي لاقامة مشاريع ومطارات وشق الطرقات .

 

حكمت بريطانيا الجنوب قرابة ١٣٠ سنة ولم تُعبدْ به طريق الى الريف بل ولم تفتح في عدن جامعة او مصنع ، ومبلغ علمنا هي مشاريع خاصة بها وهي المصفاة ومطار عدن ومستشفى الملكة اليزابيث.

 

لكنني لست بصدد الدعم والعون المالي،  بل النصح والارشاد والصدق في التعامل . فقد كانت المنطقة العربية تقدم تسهيلات عميمة لامريكا وبريطانيا وفرنسا ولكن لم يكن هناك من دعم صادق لجميع الدول العربية بل نهب صادق  .

 

تركت فرنسا الجزائر اشلاء ودماء وتركت مستعمراتها العربية ومنها وموريتانيا وجيبوتي والصومال الفرنسي في حالة تصدع وفقر  مخيف ومدقع.

 

اما عن امريكا فهي لم تكن تقدم اي عون الا وقدمت اضعافه لاسرائيل ورغم ثقتي ان اليهود اكتفوا بدولتهم ما قبل ٦٧ م الا ان الغرب كان يحرضهم على التوسع في سوريا والاردن ومصر بل ولبنان .

 

تاريخ العرب ودول الغرب ليس ودي بل ومؤلم وقاسي، فكل مصالح امريكا وبريطانيا  وفرنسا مع العرب،  ولكن في كل حين كانت هذه الدول الكبرى تتعامل مع اسرائيل كمحرض ولا تتوقف عن دفعها  وتحريضها الى المزيد من الطيش والمغامرة رغم ميل اليهود الى السلام وما اعلانهم خركة السلام الان الا توقهم لسلام مستدام ولكن هذه الحركة الملهمة والتي وصل اعضائها ومؤيديها  الى قرابة مليون فاجهز عليها وذبحت من الوريد الى الوريد.

 

وعن دول الخليج فرغم علاقات امريكا القوية والمصالح العميمة،  لامريكا وبريطانيا بل وفرنسا ، فهذه الدول لم تساهم في وقف الحرب العراقية الايرانية ، بل وبشهادة كبار السياسين الامريكيين ففرنسا هي من ساهم في قلب نظام الشاة بل والمحوا  الامريكان الى عدم تدخلهم اذا اجتاح الجيش العراقي دولة الكويت.

 

وعن علاقات المملكة العربية السعودية مع امريكا فهي ليست علاقات تتسم بالشفافية  والاخلاص ابدا . وعن فواتير السلاح وعاصفة الحزم فعندي قناعة بل يقين ان امريكا اوحت لدول التحالف من ان المعركة ستحسم لصالحهم خلال  اسابيع .

 

طالت الحرب وادهشنا ان الغرب يتعاملون مع حرب اليمن كمكسب لا ككارثة انسانية  . ولقد دللت الاحداث ان هذه الدول هي التي اوقفت تحرير الحديدة .

 

كل تاريخنا مع الغرب ممهور بالشك والريبة والتربص . صحيح ان لهم  مصالح مهمة وعميمة في ارضنا ولكنهم لا يتورعون عن الدسيسة والوقيعة وتوريطنا في كل حروبنا.

 

هل تتغير هذه الدول او تعيد النظر في علاقاتها مع العرب بحيث تتسم بالشفافية والندية والصدق ؟

هذا سؤال كبير بحجم جرحنا الكبير من الغرب  ، فهذه الدول الاستعمارية هي التي اوهنت كاهل افريقيا وامريكا اللاتينية وافتعلت الحروب والفتن والعصبيات والتعصبات الدينية لتنهب كنوزها ومعادنها وخيراتها وتتركهم كالايتام على مأدبة اللئام .

 

فاروق المفلحي