تفاقمت اوضاع الناس وعبست الحياة بل توحشت، فاليوم الوطن يعيش فواجعه واهواله ونكباته التي لم تخطر على بال اي إنسان .
هذه الخطوب والاهوال لاسابقة لنا بها وليست في ذاكرةالناس او دونتها كتب التاريخ، فما يجري ويدور لعبة شيطانية خطرة ومقيتة وظالمة وغير مسبوقة .
تقراء تاريخ الوطن ومنذ عهود ما قبل الاسلام، فلم نشهد مثل هذه النكبات والحروب والذنوب والفواجع، والامعان في القهر والتنكيل والحقد . دورة جهنمية من الفتك والاصرار على اراقة الدماء وصنع الأهوال وابتداعها
وبعثها من مراقدها .
اليوم ادبرت الحياة علينا واستكملت حلقات ظلمها المخيفة، وضاقت وهو ضيق غير مسبوق ولا تجربة ولا عهد لنا به بل وعصي على كل متتبع للاحداث في إستبيانه وحل ملغزاته وفهم إصرار المعتدي على هذا الغي والفجور
والتوحش .
وعن زج الجنوب بهذه الحرب العبثية الظالمة، فهناك حالة صدمة تعتري الجميع، فهذه الحملات والهجمات والارتال والمعدات العسكرية، بما فيها الطائرات المسيرة التي اصبحت السلاح الاخطر في هذه الحرب العدمية. هذه الهجمة اخطأت إتجاهها وتعطلت بوصلتها وفقدت صوابها وأباحت وأستباحت كل المحرمات والمواثيق والاعراف.
لقد زجوا الجنوب ودفعوا به الى هذه المهالك دون مبرر او سبب، وهذايعبر عن حالة تخبط وفشل للشرعية ودول التحالف، بل والحق الضرر العميق في شعبية الإنتقالي والذي اصبح محط لوم الجميع بل ووصل الأمر الى إتهامه بتعمد الشرود والصمت والإذعان المهين.
كل الجنوب في حالة صدمة لان القتل يستشري والنار تشتعل وهناك من يدفع بها الى ان تلتهم الوطن وتحرقه بأوارها بعدما تحقق النصر وتقهقر العدو .
والسؤال وهو بحجم الجرح الذي يمتد من سقطرى الى عدن، السؤال الذي يؤرق الجميع لماذا يدور كل هذا ؟ وما هي بواعثه ؟
هناك من يفسر ذلك الى حالة تخبط وقعت فيها الشرعية ودول التحالف، وهناك من يفسر الأمر في اعادة خلط الاوراق من جديد .
الامر فوق امكانية اي محلل في استبيان الاهداف والغايات من حرب ابتدعتها الشرعية في شقرة وقرن الكلاسي والشيخ سالم وحشدت لها كل هذا الغل التوحش!
ولن ننساق الى التبريرات، ونقول ان بين هذا وذاك الشوط يكمن الحل الذي لا نستبينه! أي حل يأتي بعد هذه الكارثة التي عشناها لن يعفي من كتب فصوله واخرجه وطبقه واستوقدنا بجحيمه.
الخطب جلل والمأساة فوق حدود التصور والصبر بل فوق حدود الخيال، فالتضحيات جسيمة والسبب عبثي وعدمي بل واجرامي.
ومن يعتقد ان عدن لقمة صائغة سهلة فقد ساء توقعه وخابت ظنونه وضل مقصده، فعدن لن تسقط وان زحفت عليها كل جحافلهم وعتادهم وسمومهم وأحقادهم .
ستقاوم عدن الجسورة الصابرة المصابرة، ولسوف تنتصر فعدن عصية على كل الطغاة والقراصنة والمحتلين، وعبر تاريخ عدن كانت هي الصخرة الصلبة التي تحطمت عليها احلام الغزاة والقراصنة .
ومرة اخرى، ان تحويل الحرب من جبهة الى جبهة وترويع الناس وتشريدهم في حروب عبثية ليس من السهل ان ننساها او نغفر لمن اوقدها واشعل أوارها فغداً سوف يصطلي بنارها .
وغداً لناظره قريب.
فاروق المفلحي