يقولون ان الحليب لا يعطى الا للطفل الذي يبكي. ونحن هنا نعجب لماذا الانتقالي لا يحتج ويرفض الحلول التي تملى عليه ، على اننا لا نحرضه على العصيان بل عدم الأذعان .
وفي المفاوضات وعبر التاريخ، عليك ان ترفع سقف المطالب فاذا لم تنلها ، فانت على الاقل حصلت على ما كنت ترومه .
ماذا اتمنى على الانتقالي؟ وامنيتي ان يرفض المشاركة في حكومة محاصصة مع احزاب خانت الوطن وهانت الانسان واستبدت بحياته لسنوات طوال .
المكون الجديد - لنج- الذي لم تتلوث سمعته وتاريخه وشخصياته هو - الإنتقالي- وغيرهم لا يمكن لهم ان يبرأوا من ذنوبهم، ولو اعتكفوا بقية اعمارهم في الكعبة ! ومن يتمنى خدمة الوطن في الجنوب فلينضم الى هذا المكون، فليس في هذا المكون الا ما يشرفه ويعزه بل ويسره.
واذا كان للشرعية ان تختار من هذه الاحزاب -المتهالكة- لتشكيل حكومة فعليها ان تطلب من حكومة - حب المجذوب- ان تعتكف في مأرب .
إذن على الانتقالي ان ينفعل ويتعلم الشدة في الحق لانه يمثل الوطن وهي امانة تقتضي منه ان لا يتهاون بها ولزاما عليه ان يمعن تفكيره يقترح في النأي عن المحصصات، فهذه وصفة قاتلة ومهينة للوطن .
المحاصصات ليست وصفة علاجية وجربتها العراق ولبنان، فغرقت بالديون والفوضى والهوان بل والفواجع .
من يرفض حكومة متخصصة معيارها هو الكفاءة وقبل الكفاءة الصدق والامانة ليس لديه حجة في رفضها .
كل احزاب ومكونات اليمن يجب ان تنأى عن طلب المشاركة في اي حكومة ! لانها بصدق هي التي تسببت لنا في كل هذه الخطوب والفواجع، فهذه الاحزاب هي التي افسدت وخانت واذنبت .
على ان هناك من يسال ، لماذا لا لا تسعى دول التحالف فتساعد بحلول غير نمطية في اعلان حكومة محلية للجنوب في عدن ، وحكومة تمثل الشرعية في مأرب .حل خارج الصندوق اما ما بداخل الصندوق فقد جربناه .ولا تجرب المجرب .
ربما هنا على الاقل يتحقق العمل والانجاز ففي كندا على سبيل المثال ١١ حكومة محلية وحكومة اتحادية في العاصمة، وتسير الامور بوتيرة عالية من النظام والإنجاز .
جربوا واستنبطوا الحلول الثورية ، التي ليست مألوفة فقد فتكت بنا العادة والرتابة والنمطية.
هناك من يقول وماذا عن تحرير صنعاء ؟ وأقول في فمي ماء ولا استطيع الاجابة.
فاروق المفلحي