عندما أسقط الأخوان تعز أستندوا على ثلاثة عوامل رئيسية وهي:
العامل الاول : الإتفاق مع جماعة الحوثي التي تسيطر وتحاصر تعز من جهة الشمال بحيث ان الحوثيين غضوا الطرف ولم يتعرضوا لهم خلال حملتهم على الحجرية والمناطق التي كانت خارج سيطرتهم، وقد لعبت دولة قطر دور فعال في التوافق بين الإخوان والحوثي بتعز في أطار مساعيها لعرقلة جهود التحالف العربي وإفشال تنفيذ إتفاق الرياض.
هذا العامل غير موجود في لحج فلا وجود للحوثي الذي يغض الطرف عن حملة الإخوان والقوات الموجودة قوات جنوبية باسلة أيديهم على الزناد ومسنودين بقبائل الصبيحة الشجعان الذين كان لهم موقف واضح ومشرّف برفض تواجد مليشيا الإخوان وألزموا مسلحي الجبولي على الإنسحاب من النقاط المستحدثة وهو ماحدث بالفعل حيث أنسحبت مليشيات الإخوان ورفعوا النقاط خوفاً من مواجهة القبائل.
العامل الثاني : الحاضنة الشعبية، تعز تعتبر خزان بشري إخواني هائل وكل قيادات الإخوان والمطبلين وأبواقهم من تعز، وهذا غير متوفر في محافظة لحج تماماً، فمحافظة لحج خزان بشري جنوبي مع الإستقلال وإستعادة الدولة، والقبائل متمسكة بجذورها ولا توالي ولا تعترف بالإخوان، أضف إلى ذلك ان لحج ليست الصبيحة فحسب حتى يستطيع الإخوان إبتلاعها، بل أن لحج هي الصبيحة وهي ردفان ويافع والعزيبه والبان والحواشب والعقارب وفيها أكبر خزان من المقاتلين الجنوبيين الفرسان.
العامل الثالث : المال المدنس، حيث ساعد المال القطري والإخواني في شراء الكثير من ضعفاء الأنفس في إسقاط محافظة تعز، غير أن الطريق إلى لحج لن يكون معبد بالمال، فنسبة من يبيعون ضمائرهم قليلة جداً لا تتجاوز (10%) فقط والمجتمع يتبرأ منهم، وحتى الجنود الذي تم إستقطابهم في صفوف ما يسمى بمحور طور الباحة من أجل الراتب وليس حباً في الإخوان وقناعة بأفكارهم، لن يقاتلوا أهلهم وسيسلمون السلاح ويعودون إلى اهلهم مثلما فعلت القوات التي كانت تعتمد عليها الحكومة في عدن في أغسطس 2019.
وبالتالي محاولة تطبيق نسخة سيناريوا إسقاط تعز وإسقاطه خام على محافظة لحج محاولة فاشلة وسيفشل المخطط، وأن أرتكب الإخوان حماقات في طور الباحة وفجروا الوضع العسكري فليتحملوا عواقب أفعالكهم الوخيمة من ردة العفل العنيفة من القوات الجنوبية وقبائل لحج.