حسب شواهد الواقع الكثيرة وحسب تقارير صحفية سياسية سابقة تبين و بينت كيف أن الجنوبيون قاطبة والمجلس الانتقالي الجنوبي ككيان ممثل لهم قد أوفوا وصبروا وصمدوا جنب إلى جنب مع التحالف العربي في كل صغيرة وكبيرة في حربهم ضد الحوثيين واعطوا الصبر مداه أمام عنجهية وتعسف وتآمر وخيانة وحقارة ماتسمى حكومة الشرعية على كل ممارساتها ضد أبناء الجنوب وقضيتهم .
الانتقالي اليوم وبلغة لاتحتمل مزيد من الصبر يحذر التحالف العربي وبالأخص الشقيقة السعودية من مغبة استمرار تماطل المسيطرون على الحكومة اليمنية في عدم تنفيذهم ماتم الاتفاق عليه بينهم وبينه الذي كان بحضور ورعاية السعودية ، وأن الركود والرضى في الاستمرار على هذه الأوضاع الكئيبة والمزرية التي اجتاحت جميع جوانب حياة كافة فئات الشعب الجنوبي ينذر بطوفان شعبي جنوبي كبير نحو استعادة حقهم الوطني (الاستقلال) وحقهم المهني والوظيفي ( رواتب ومعاشات وتسويات) وحقهم الإنساني (خدمات وحاجات وغيرها) بطرق وبوسائل أخرى يرونها مناسبة لاتستند إلى ماتم الاتفاق عليه ، هذا الطوفان الشعبي الجنوبي الكبير إذا أجبر مضطرا على الخروج والزحف إلى تحقيق مقاصده حينها لن تستطيع أي قوة على الأرض أن توقفه أو أن تلزمه بالعودة إلى تنفيذ ماتم الاتفاق عليه ، ونتيجة للمتغيرات الجديدة التي سيحدثها هذا الطوفان قد تنتج عنه علاقات وتحالفات جديدة مع من يرى أنه أهل وأوفى وأصدق لهذه العلاقة وفقا للمصالح المشتركة القوية التي تحدد مناحيها .
هذه التحذيرات الانتقالية للتحالف من تماطل الحكومة موجبها صدق وصفاء وإخلاص جانب الانتقالي في علاقته مع التحالف وحب استمرارها ودوامها والحفاظ عليها بينهما .
أما موجبها الآخر هو شعور الانتقالي أنه هو المتحمل كامل المسؤولية عن الشعب الجنوبي ، وأنه بعد الله هو المتطلع إليه في جلب وتحقيق كافة المطالب الجنوبية أكانت سياسية أو عسكرية أو أقتصادية أو خدمية وحتمية إيصالها إليهم بأقصر الطرق وأفضلها أمنا وبأقل التكاليف ، لهذا جاءت تحذيرات الانتقالي للتحالف سابقة على وشوك بلوغ حكومة الإخوان تحقيق أهدافها الشريرة في محاولة قلب الشارع الجنوبي ضد الانتقالي والتحالف إذا ما استمرت الأوضاع المأساوية تبتلع الشعب الجنوبي دون أن يحرك ساكن .
على التحالف أن لاينظر إلى العلاقة بين الشعب الجنوبي والانتقالي من منظور قاصر ومتساهل ، بل عليه أن ينظر إليها من توطيد العلاقة النضالية بينهما في توحد اهدافهم ووحدة طريق سيرهم حتى يأخذ التحالف تحذيرات الانتقالي محمل الجد .
عادل العبيدي