لماذا ينشغل الجنوبيون بقضايا اليمن الشقيق.

2020-09-13 19:09

 

أتابع يوميا منعرجات الأحداث وتطوراتها بل وعجائبها في ساحة الوطن. اليوم يدور الحوار عن عذابات قبائل مأرب وعن مغبة زجها في جبهة متوحشة مخيفة لصد زحف أنصار الله على التفاحة المقدسة ( مأرب)

 

قبل ايام استمعت لاحد مشايخ قبائل ( مراد ) يقول ما مبلغ علمنا وقدراتنا، لصد هذا الزحف ونحن نرى ان التوازن لصالح الأنصار وان زجهم لنا  للدفاع عن مأرب سيكون كارثة وعلينا ان نتجنب هذه الحرب وان ننأى بانفسنا من المخاطرة في خوضها .

 

ويا للعجب في اليمن القبائل باسلحة فردية تقاوم الجيوش وتساق الى حتفها سوق القطيع الى المزاد الانكدِ . نعم تساق عنوة دون ان يجد الجريح ( القبيلي) من يضمد جراحاته او من يعول صغاره عند إستشهاده.لك الله يا قبيلي !!

 

واملي ان تتوقف هذه الروح الوطنية الإنتحارية عند القبائل  فالوطن تحميه الجيوش والاسلحة الفتاكة وليس السلاح الفردي وحزام رصاص يطوق بطن القبيلي الجائع الضائع والمهان.

 

على انني وانا استعرض اخبار او توقعات اجتياح مأرب ، فأنني اتمنى على الجنوب وقيادات المجلس الإنتقالي ان يمعنوا التفكير في وطننا الجنوبي المثخن بكل الجراحات والامراض والمهالك ، ولا ينغمسوا في التفكير بأشواط المبارزة التي حسمت سلفاً.

 

نحن ارباب إبلنا ( اذا كان لنا إبل لا زال يرعى في رحاب الارض)

واليمن الشقيق (((الشمال))) له رب يحميه. فلماذا نغرق في التفكير والحديث حول الشمال، ومعارك مأرب

وكيف ستدور دوائر الحرب وكيف تستسلم او تتفاوض مأرب مع انصار الله!!؟.

 

علينا ان نغدق تفكيرنا ونركزه حول حماية حدودنا ومحاولة  اقناع المغرر بهم بعدم المغامرة في إشعال الحروب في مناطقنا المحررة.

 

هناك جهة ولن اسميها بالخصم او بالعدو ولن اطلق عليها الا مسماها الرسمي وهم ( أنصار الله) هولاء يتقنون ادارة الدولة كما يتقنون ادارة الحرب بإمكانياتهم وشراستهم وعقيدتهم . وعلينا ان نعد انفسنا للتفاوض معهم ، ومن يقلل من شأنهم فقد غابت عن ذاكرته او معلوماته حرب فيتنام وامريكا ، وحرب ثوار كوبا بل وحرب الاتحاد السوفيتي ضد النازية . كانت العقيدة القتالية هي الفتاكة وليس السلاح .

 

هذا  ايضا ما نحن عليه في الجنوب فلن تهزمنا اعظم الجيوش فلدينا عقيدة ولدتها جراحاتنا واحزاننا ودموعنا ، ولقد تحررت ارضنا وسنمضي في إعلانها ولو كلفنا ذلك انهارا من الدماء والدموع.

 

واذا كان لنا من حوار فليس مع الشرعية فهي اليوم في توهان وضيعات وتخبطات كمن مسه الجن. علينا ان نركز حوارنا مع دول التحالف ونقنعها باننا لسنا المعنيين بأخوان يوسف ولا بقميصه .فلدينا الجنوب وغيره هي الذنوب.

 

وكلمة اخيرة ركزوا بعض إنتباهكم نحو اخوتنا في الشمال ومن يمثلهم اليوم ويتكلم باسمهم وهم  ( أنصار الله)

الذين تعلموا من أهوال عيشهم ومرارتها ان الحكم يحميك من الذل والسحق والهوان .تحدثوا معهم وبصوت عال فهم لهم قضيتهم وأنجزوها ونحن لنا قضيتنا وأنجزناها، وهم حولنا ومعنا فلا نستعديهم ولو كلفنا ذلك عتب دول التحالف.

 

إسحبوا قواتنا من الساحل الغربي ومن اي موقع ما قبل ٢٢ مايو ١٩٩٠م . تلك حدودهم ولنا حدودنا الدولية .وتسامحوا مع المغرر بهم، وإقرأوا نفسياتهم وسجاياهم  في الشمال .

 

اخبرني صديق ان الاف من قوات الشرعية يتوجهون الى صنعاء وذمار لقضاء اجازات العيد ويحملون معهم  في جيوبهم هوياتهم وبطاقاتهم العسكرية ! وعند التفتيش لا يجدون من يعتقلهم او يتهمهم .هكذا هم ، علمتهم الحياة ان الرزق مسموح والعداوات عابرة  .

 

فاروق المفلحي