كان سهيل بن عمرو مسافراً هو وزوجته، وفي الطريق اعترضهما قطاع طرق وربطوهما، وأخذوا كل ما معهما من مال وطعام، ثم جلس اللصوص يأكلون ما حصلوا عليه من طعام، فانتبه سهيل بن عمرو ان قائد اللصوص لا يشاركهم الأكل!.
فسأله: لماذا لا تأكل معهم؟! فرد عليه: اني صائم!!.
فدهش سهيل فقال له: تسرق وتصوم؟! قال: اني أترك بابًا بيني وبين الله، لعلي ان أدخل منه يوما ما!.
ثم ترك اللصوص سهيل وزوجته وذهبوا.
وبعدها بعام أو عامين رأى سهيل اللص في الحج عند الكعبة، وقد أصبح زاهدا عابدا، فنظر اليه وعرفه، فقال له: أو علمت.. من ترك بينه وبين الله بابا، دخل منه يوما ما.)
هذه القصة تبعث لنا برسالة بعدم اغلاق كل النوافذ للحوار رغم اختلافها وعلينا ان متعلم ان نطلق ذلك في الحياة والتعاملات والعلاقات ونترك نافذة مشر مع من نختلف معهم . بل وعدم اليأس من إمكانية المصالحة معهم .ولنترك نافذة مشرعة مع الخصوم كما ترك ذلك اللص نافذة مشرعة مع الله.
نحن ربما من الجيل الذي مرت به احداث لم تمر على البشرية منذ عقود بعيدة. شهدنا متغيرات عظيمة.
كانت الصين تصدر ثورتها وتطبع كتب ماو وتبعثها الى كل دول العالم وتستميت في نشر ثورتها الماوية .فاتزنت وتابت .
وكان الاتحاد السوفيتي ينفق المليارات في سبيل تغيير الانظمة لتواكب نظامه الإشتراكي . فقرر ان يهتم بنفسه وكيانه وشعبه وبلاده التي تزيد مساحتها عن قارة.
وعشنا مرحلة الحرب الباردة بل وحرب فيتنام وامريكا . وواكبنا الاحداث العالمية فتغيرت الصين وصارت تبحث عن الاسواق لتصدر بضاعتها ومنتجاتها ، وتغيرت الاتحاد السوفيتي وتفكك حلفها العسكري الضارب ومنحت روسيا الاستقلال لاكثر من ١٢ جمهورية كانت ضمن الاتحاد السوفيتي.
وحاربت امريكا فيتنام ثم تصالحت دون ان تتغير فيتنام او امريكا واصبحتا فيتنام وامريكا من اهم الاصدقاء بل واصبحت امريكا اهم مستثمر في فيتنام .
لهذا وطالما اننا قد ادركنا ان لا حروب تدوم فعلينا ان ننسج علاقات تفاهم رغم كل المرارات
ولقد تصالحت دول عربية مع اسرائيل بعد ٧٠ عام من الحروب والعداوات ، وقد نشهد تطورات بسبب هذه المصالحات ، ومنها اعلان الدولة الفلسطينية بعد ان ادرك العرب ان السلام هو الحل وان وقف المستوطنات يحتاج الى توافقات سلام مع اسرائيل .
لكن ما انا بصدده هو فتح دول التحالف ودولنا العربية نافذة حوار مع صنعاء فقد انتهت فعليا الحرب وكسب الانصار الارض والحكم . بل وأنوه على اهمية ان نفتح نافذة للحوار مع ايران فهي تشكل لنا الشر والخير ولنا ان نختار .
بل وهل نعمل على اغراء تركيا بمنحها فرص في بلادنا فهي دولة عظيمة الثراء والقوة والطموح ، ودولة مؤثرة ولها تاريخها ومجدها وصدقها وأمانتها وغيرتها علينا ولا ينكر ذلك احد بل ويشهد بذلك التاريخ .صحيح انها تجاوزت ولكننا بدورنا لم نفهمها.
وطالما ونحن نتصالح مع اسرائيل لنكسب بقية ارض كانت ستضيع منا وستلحق باسرائيل فلماذا لا نتصالح مع ايران وتركيا وانصار الله كما نتصالح الان مع اسرائيل.
وتذكروا ان خسائر السلام لا تذكر امام الخسائر الفادحة في الحروب والشحناء والعداوات سواءً مع إسرائيل او ايران وتركيا فضلا عن صنعاء .
لنتعلم الحوار مع الخصوم اما الاحباب فهم يسمعوننا ويتفهمون همومنا .
فاروق المفلحي