الأبعاد الحقيقة لمظاهرة إخوان تعز اليوم

2020-08-14 00:12

 

 في الوقت الذي يمر به أبناء تعز وساكنيها بظروف هي الأسوأ في حياة مدينتهم منذ بداية تاريخها، كنا نتمنا من مظاهرة اليوم أن تعبر عن رأي وطموح أبناء تعز جميعا ممثلة لكل قواه الوطنية والاجتماعية دون أحداث مزيدا من التمزيق للنسيج الاجتماعي؛بما يخدم الانقلابين الحوثين أعداء تعز واليمن،المتربصين بنا،وما زالوا على بعد أمتار من محافظتنا ،فأبناء تعز الحالمة يتطلعون إلى دولة النظام والقانون وبسط سيادة وهيبة الدولة على المناطق المحررة واستكمال التحرير للمحافظة،وفتح الحصار الذي دخل عامه السابع دون أن يقدم محور تعز أي تقدم فغلي باتجاه تحرير الحوبان شرعب والمخلاف وماوية وخدير والدمنة،وتحديد المجرمين وعصابات العبث بالاسم ومطالبة السلطات بالقبض عليهم دون تسويف أو تأخير أو مراوغة، وتسليمهم للجهات المختصة في العاصمة المؤقتة عدن أو مأرب،وايقاف عبث الحروب الجانبية التي يبتدعها الإخوان في تحرير المحرر واصطناع العداوات بين حلفاء الشرعية،وتنفيذ قرارات الشرعية بدون استثناء أوانتقائية،وتقديم الخدمات للناس من ماء وكهرباء وصحة وتعليم واستتباب الأمن، وتصفية كشوفات الألوية العسكرية من الوهمين والمكررين، واعادة النظر في الترقيات العسكرية ومنح الرتب للمدنين، واعادة المقصين والمهمشين للعمل في السلك العسكري والأمني والمدني،وايقاف نهب رواتب الجنود ،وتنفيذ أحكام القضاء، وحماية السلطات القضائية من تدخل العصابات والنافذين وايقاف عمليات النهب المنظم لممتلكات الدولة والمواطنين واعادة بيوت الناس المنهوبة واراضيهم ،وما تم مصادرته من أتاوات تورد إلى جيوب المتنفذين والعصابات، وتوظيف موارد المحافظة في تقديم الخدمات وإصلاح الطرق، واخراج كل الحشود العسكرية من المدارس والمؤسسات المدنية واعادة دورها في احداث التنمية؛ لكن للأسف دعت رابطة أسرالشهداء بدعم وتمويل من التجمع اليمني للإصلاح " إخوان اليمن "وحليفه المؤتمر الشعبي العام جناح عارف جامل، لمسيرة عبثية خرجت اليوم الخميس الموافق 13 / 8 /2020م في محافظة تعز،يفسرها الكثيرون بأنها مظاهرة ضد أنفسهم ،فهم الجلاد وهم الضحية وهم الحكام وهم المعارضة،وكان يفترض أن يقوموا  كسلطة واقعية بتنفيذ كلما طرحناه سابقا ،بدون مظاهرات أو مزايدات، فقد مل الناس هذه الحركات وفهموها جيدا ولم تعد تنطوي عليهم،فهم لا يريدوا أن يسمعوا جعجعة،ولا يرون طحينا.

 

 ومن خلال قرأتي للمشهد في تعز ومستجدات الأحداث السياسية والدوافع الحقيقية لهذه المظاهرة،ومن خلال ما يدور في الكواليس،وتكرار مشاهد تناقض الأخوان بين الممارسات والشعارات والتي ظهرت جليا بعد حوالي سبع سنوات من الكذب والزيف أمام دول التحالف وأمام جماهير الشعب وأبناء تعز خصوصا ؛ لذا فإننا نخلص بأن مظاهرة اليوم تحمل في طياتها أبعاد سياسية متعددة، ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب،وسنوردها على النحو التالي:

 

 أولا: مظاهرة اليوم ليست بعيدة عن تسريب الفيديو الخاص بالقيادي الإخواني الأول بالمحافظة والقائد الفعلي العسكري والمدني للمحافظة عبده فرحان علي المعروف ب " سالم " فلا أحد يستطيع أن ينكر بأن الفيديو المسرب هز ثقة السعودية بالإخوان في تعز، بعد أن اتضح أن قيادة الاخوان نكثت بكل تعهداتها لدول التحالف، رغم محاولات "سالم "وحزبه التغطية على محتوى الفيديو المسرب بتصريحات اعلامية أخرى ،أراد بها محو الضراط بالتنحناح،ويبدو أن كل المبررات التي قدمتها قيادة الاخوان للسعودية لم تجد نفعا لاقناعهم،  خصوصا وقد حمل الفيديو مفاجأت صادمة للسعودية وللجميع؛فقد أنكر "سالم " التحالف بما قدمه من دعم،وكشف حقيقة أن الحوثيين وإيران سيدعموهم ،وتركيا ستقدم الأسلحة أيضا ،وكما قال "سالم " : عندها سيهرب الخليجيون كالفيران، ووصف دول الخليج ومنهم السعودية بالأنجاس، مما جعل السعودية تستدعي قيادة الإصلاح في الرياض وتسألهم عن مواقفهم من ذلك ،إضافة إلى تسريب أخبار هذه الأيام بعزل" سالم"والقيادات العسكرية والمدنية الموالية للإخوان في تعز

،وتاتي هذه المظاهرة  كمحاولة من قيادة الإخوان في تعز لردم ما طرأ من تصدع في العلاقات مع التحالف ومنهم السعودية وانقاذ ما يمكن انقاذه،وأن يظهروا عكس ماتسرب

،من خلال رفع لافتات في مظاهرة اليوم تقول :"تعز لن تكون ميدان استقطاب لأي قوى تضر بمصلحة اليمن والسعودية" مع العلم بأنه لم توضح اللافتات التي رفعت او أي بيان صادر عن المظاهرة المقصود بمعنى "قوى"  هل هي إيران أوتركيا أوقطر او غيرهم ،فتركوا لأنفسهم خط رجعة مع حلفائهم الأصليين الذين ينفذون أجندتهم.

 

ثانيا : مظاهرة اليوم أتت بعد فشل ذريع خلال الاسابيع الماضية لتسير قيادة الإخوان عدة مظاهرات في مناطق الحجرية؛ لتمرير قرار السيطرة على اللواء 35 مدرع،وهي محاولة بائسة لاعادة الثقة لجماهير الحزب وأنصاره الذين بدأوا يتذمرون من الممارسات الخاطئة لقيادة المحافظة،وما يرون من تناقضات يومية بين الممارسات والشعارات ،ولتي لم يرتض بها كل عقلاء الحزب ،وبدأوا ينساقون بحملات نقد واسعة ضد قياداتهم ،خصوصا بعد أن عجزت وفشلت المكينة الإعلامية الإخوانية من مجاراة الواقع وتحسينه وتزيفه لأغلبية انصار الإخوان ؛ولذلك حاولت قيادة الحزب أن تخرج بمظاهرة شعاراتها الدولة والنظام والقانون بالظاهر لاقناع الجماهير بصدق توجهها.

 

ختاما نجزم بأن كل محاولات الإخوان لجبر ما كسر أمام جماهيرهم وأمام التحالف لن يكون بهذه المظاهرات,بل يحتاج إلى مراجعة وتقييم حقيقي لكل مواقفه السابقه، وتصفية النية وتقبل نقد الاخرين لهم واخذه بالاعتبار، والانطلاق في بناء علاقات ثقة مع القوى الوطنية قائمة على الندية، وفقا للقواسم الوطنية المشتركة منها: تحريم تكوين مليشيات مسلحة خارجة عن القانون وعدم اختراق الجيش بولاءات حزبية ضيقة، وعدم استخدام الدين ودور العبادة والتعليم في الاستقطابات الحزبية،والابتعاد عن التوجهات العشائرية والمذهبية والعنصرية واحترام حقوق الإنسان ،وتنفيذ القوانين ومواد الدستور دون انتقائية...والدهر فقيه.