تحية لموقف مصر العروبة

2020-06-22 07:15

 

كان حديث الرئيس عبد الفتاح السياسي صباح اليوم أمام رجال القوات المسلحة المصرية في المنطقة الغربية واضحاً إزاء التطورات السياسية في الجوار المصري وخصوصا على الساحة الليبية، حينما أكد مجموعة من الحقائق حول الصراع في ليبيا وموقف مصر منه ومحاولاتها رأب الصدع ومساعدة الليبيين على بناء  سلام قابل للاستدامة والشروع في بناء ليبيا وتنميتها وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوعها.

هناك أمور كثيرة أكدها حديث الرئيس السيسي يمكن أن يطول الخوض في تفاصيلها لكن أهمها تتمثل في:

  1. أن مصر تحترم الشعب الليبي العظيم وخياراته الحرة.
  2. أن لا أطماع لمصر في ليبيا.
  3. أن مصر مع استقرار ليبيا وحفظ سيادتها.
  4. أن صبر مصر لاستجلاء الموقف ليس ضعفاً.
  5. و"يخطئ من يعتقد أن حِلمنا ضعفٌ وصبرنا ترددٌ".

كما ألمح الرئيس السيسي إلى أن التدخل المصري في النزاع الليبي باتت تتوفر له الشرعية الدولية سواء من منطلق الدفاع عن النفس أو إسناد السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة في ليبيا ممثلة بمجلس النواب الليبي.

وللذين يزايدون على الدور المصري، وحتى على الدور  الإماراتي في ليبيا ويسوقون نظرية "المؤامرة المصريةـ الإماراتية" تبريرا للتدخل التركي الفج في ليبيا، يجب التذكير أن الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي ومثله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي قد سعيا مراراً للجمع بين الفريق حفتر والرئيس فايز السراج وأوشكا أن يصلا معهما إلى اتفاق لإنهاء الصراع وتنفيذ حلٍ سلمي للأزمة الليبية، بينما لم تفعل تركيا سوى الانفراد بطرف من طرفي الصراع لتدعمه وتوسع الشقة بين الليبيين وتعطل الجهود المصرية الإماراتية.

وهكذا كان السراج ما إن يعود إلى طرابلس حتى يصطدم بضغظ الجماعات الإسلامية المدعومة من تركيا والمهمينة  على مؤسسات حكومة الوفاق وتدفع السراج (الذي لم ينتخب وإنما جاء نتيجة توافق جزئي تنصل منه أكثر من نصف الموقعين عليه) تدفعه إلى التراجع عما تم الاتفاق عليه.

وقد جاء الاتفاق الذي عقده مع الرئيس التركي رجب طيب أردوجان ليشكل ليس فقط خرقاً لما تبقى من السيادة الوطنية الليبية وفتح مصاريعها لتجييش تركيا لجماعات داعش والقاعدة من سوريا إلى ليبيا، بل وخرقا للقرارات الدولية التي تحظر إدخال الإسلحة إلى ليبيا، ناهيك عن إدخال المرتزقة والجماعات الإرهابية التي تتحكم بها الحكومة التركية وتنقلها من حيث تشاء إلى حيث تشاء.

حديث الرئيس السيسي يتضمن رسالة واضحة للمبتهجين ألآيديولوجيين بتدفق القوات التركية ومرتزقتها إلى ليبيا مفادها أن مصر لن تصبر طويلاً وأن من حقها أن تحمي حدودها الغربية وتدافع عن سيادتها وأن تساعد الشعب الليبي في استعادة سيادته واستقراره وبناء دولته القوية والمستقرة والمستقلة.

لا بد في هذه الوقفة من الإقرار بأن مصر العروبة التي لم تتفرج يوماً على أي شعب عربي وهو يعاني من الأزمات أو التهديدات أو من الحاجة إلا ووقفت في صفه ولبت حاجته وأسندته للنهوض من عثرته، تستحق من كل عربي شريف أن يحيي الموقف المصري الحريص على الأمن والاستقرار في كل دول الجوار ولكن الرافض للتدخلات التي يخطط لها التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ومعه كل التنظيمات الإرهابية ويسعى إلى تنفيذها في العديد من الأقطار العربية وعلى رأسها ليبيا واليمن وسوريا وبعض دول القرن الأفريقي في محاولة لاستعادة نفس التنظيم متكئا اليوم على دولة السلطان العثماني الآخذة في التمدد غربا وجنوبا لزعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية بعد أن فشل السلطان العثماني الجديد في اختراق الاتحاد الأوروبي فراح يبحث عن سوق لبضاعته الراكدة في المنطق العربية.

وللتذكير فإن دولة أردوجان قد ناصبت جمهورية مصر العربية العداء منذ اضطرابات يونيو 2014م التي أطاحت بتنظيم الإخوان المسلمين واستعادت الوجه الحقيقي لمصر المدنية الجمهورية الحضارية المنفتحة على كل أبنائها وعلى العالم يمختلف دوله وشعوبه.