نشأ هذا الحزب الإخواني اليمني في ظروف إستثنائية ضمن مؤامرة قادها الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومعه علي محسن الأحمر زعيم الجناح العسكري للإخوان في اليمن والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر زعيم الجناح القبلي الإخواني، الهدف كان حينها إقصاء الجنوبيين من الشراكة في السلطة بعد الوحدة وتجميع الجهاديين تحت لواءه لقتال أبناء الجنوب، فحقق هذا الحزب أهدافه التي أنشئ من أجلها، قضى على الشراكة مع الجنوب وقتل الوحدة في حرب صيف 1994 الظالمة، ونفذ أكبر الإغتيالات والمذابح بحق أبناء الجنوب طوال الثلاثين السنة الماضية من الوحدة المشؤومة، ومع إقتراب نهاية الوحدة، آن لهذا الحزب أن يلقى مصيره المحتوم واجتثاثه من الساحة السياسية وإزالة معه حقبة دموية غذاها هذا الحزب طوال سنين نكبة الوحدة.
من المهرة إلى باب المندب ومن شبوة إلى سقطرى وفر حزب الإصلاح لمليشياته وفرق القتل السرية الرعاية والدعم والغطاء المالي والسياسي، مستغلاً سيطرته الكاملة على الحكومة اليمنية لتكوين ألوية عسكرية إرهابية يتزعمها قيادات مشهورة من القاعدة ترفع شعار القاعدة وداعش أمام مرأى ومسمع العالم، وتستخدم هذه الجماعات الإرهابية للإغتيالات والقتل ومحاولات إحياء حلم قيام الخلافة العثمانية على جثث وأشلاء الجنوبيين، فلا يكاد يمر يوم حتى نسمع بعملية إغتيال أو عملية إرهابية وقتل مباشر هنا أو هناك، فإلى متى سيبقى حزب الإصلاح المستبد طليق اليدين يدفع بأرتال المجرمين لشن الهجمات الإرهابية ضد الجنوب دون رادع عربي ودولي؟
يجب أن يعامل حزب الإصلاح معاملة الحزب النازي في ألمانيا فكلاهما متطرفان مستبدين يستندان إلى أيدلوجية الحزب الواحد القائد للدولة، وظروف سيطرة النازيين على السلطة بألمانيا كانت عبر إقصاء الآخرين وممارسة الاضطهاد ضد الأقليات والمعارضين والليبراليين والاشتراكيين والشيوعيين، وفترة حكمهم العشر سنوات التي انتهت بانتصار الحلفاء وهزيمة الحزب النازي ومحور دول أصغر، شبيهة بظروف حزب الإصلاح الإخواني ومحوره الأصغر التركي القطري والإيراني، ونتمنى أن يعامل مثل معاملة النازيين بعد الحرب العالمية الثانية.
حزب الإصلاح اليوم بعدوانه السافر على الجنوب يحاول جعل الجنوب ساحة للإرهاب العالمي وإبتزاز العالم بدعمه للعناصر والجماعات المتطرفة، ولا يهمه مصلحة البلاد ولا مصلحة المواطنين، وبالتالي حان الوقت لاجتثاث حزب الإصلاح اليمني المتطرف، ووقف أوهام الإخوان وإردوجان في وضع اليمن بلد الإيمان والحكمة، في مستنقع القتل والإرهاب وإبتزاز الإقليم والقيام بأعمال غير محسوبة العواقب تقود إلى ما لا يحمد عقباه ، سكوت التحالف العربي ودول العالم على هذا الحزب الإرهابي غير مقبول من الشعب، وقد يفسر على إنه قبول ومشاركة في قتل الجنوبيين وتهديد أمن واستقرار الجنوب والمنطقة والعالم.