يتوافدون من المحافظات الموبوءة فيستقبلونهم بالأحضان و يستمعون إليهم في جلسات قصص ألف ليلة و ليلة عن مغامرات تلك الأمراض و الأرواح التي تحصدها تلك الأوبئة ليجدوا أنفسهم بين الحين و الآخر إمّا ضحية أو حالة مخالطة وجب عزلها .
يستمعون عن المستشفيات العاجزة عن علاج المرضى و المستشفيات التي أغلقت أبوابها و الدكاترة الذين رفضوا زج أنفسهم للتهلكة لعدم توفر سبل الوقاية و الدعم الكافي لتحمل المسؤولية .
يستمعون عن الوفيات بالجملة للأكاديمين و الدكاترة و الفنيين جراء تلك الاوبئة المعدية و الرعب و الخوف من الجثث التي تزداد يوماً فيوماً و القبور الهائلة التي تُحفر .
يستمعون لمناشدات السلطات المحلية للمنظمات الدولية بالتدخل العاجل و إنقاذ تلك المحافظات و التحذيرات التي تطلقها الأمم المتحدة عن حجم الكارثة و الخوف من إنهيار النظام الصحي تماماً .
يستمتعون لتلك القصص متناسين أن راوي تلك القصص ربما حامل لتلك الأوبئة فما يلبث أن يصاب بها فينقل تلك العدوى للمستمعين و المشاهدين المستهترين بالتعليمات و الإجراءات الإحترازية .
في الأخير العاقل طبيب نفسه مع فيروس كورونا القاتل حيث لا طبيب ستزوره و لا مستشفى ستحتضنك سواء مركز العزل الصحي بمعية كل المستمعين المخالطين المستهترين .
و دمتم في رعاية الله