من المعروف إن الدياثة الخاصة ، تعني القوادة على نساء الأهل والأقارب ، وغيرهن من نساء المجتمع ، وهذه المهنة محرمة شرعا وعرفا ، وتعتبر اشنع عارا لمن يمارسها في المجتمع ، حيث تسقط قيمته الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية ، ولا يمارس هذه المهنة إلا أراذل الناس في المجتمع .
كما أنه من المعروف إن الدياثة العامة ، تعني خيانة الأوطان سواء عبر العمالة أو التبعية أو الأرتزاق أو التجسس أو البيع والشراء فيها ، فإذا كانت الدياثة الخاصة تعني القوادة على النساء في المجتمع ، فإن الدياثة العامة تعني القوادة على النساء والرجال دون استثناء ، بغض النظر عن السن من الطفل إلى الشيخ الكبير .
ومن المعروف إن الدياثة الخاصة لا يصل ضررها إلا إلى فئة قليلة من المجتمع ، أما بالنسبة لدياثة العامة فيصل ضررها إلى كل أفراد المجتمع ، رجالا ونسوانا وكبارا وأطفالا دون استثناء .
فلو نظرنا إلى أضرار الدياثة الخاصة لوجدناها محصورة في فئة قليلة من الناس في المجتمع ، ويمكن محاصرتها من خلال الوعظ الديني ورفع المستوى الثقافي والأخلاقي للفرد والجماعة في المجتمع ، وكذا من خلال الشرع والقانون بتطبيق العقوبة على من يمارس الدياثة الخاصة . أما إذا نظرنا إلى أضرار الدياثة العامة ، لوجدنا أنها بلا حدود وأشد ضررا وفتكا بأفراد المجتمع دون استثناء .
ومن أشهر مؤسسيها في التاريخ العربي أبو رغال وإبن العلقمي ، أما أضرار الدياثة العامة فكان منها : ضياع دولة الخلافة الإسلامية ، وضياع الأندلس وإحتلال المغول والتتار ، والإحتلال العثماني والأوروبي ، وضياع فلسطين ، وكثير من الأجزاء من البلدان العربية ، والحروب والفساد والإرهاب ، والضعف والتبعية والفقر والمرض والتخلف ، كل ذالك بسبب ممارسة الدياثة العامة في المجتمع ، والذي لا يمكن إن تنعم مجتمعاتنا بالتقدم والرقي والرفاهية والرخاء ، في ظل ممارستها من قبل بعض أفراد وجماعات مجتمعاتنا العربية .