لم يتبقى شيئا في عالمنا لم يمسه وباء كورونا ، على مختلف نواحي حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والفكرية ، ومقالنا اليوم يعنى بالناحية الفكرية التي مسها وباء كورونا ، ورؤية المؤمنون بالله والعلمانيون عن الوباء ، ورؤية كلا منهم لمواجهة هذا الوباء .
لقد قرأت الكثير من المقالات لكلا من الجانبين حول وباء كورونا فبعض من مقالات الكتاب المؤمنون بالله ، أرجعت كل شيئ إلى السماء دون إعطاء أي إعتبار للأسباب العلمية ، وهؤلاء هم من يدعون إلى التوكل دون إعطاء أي اعتبار للأسباب ، وهم من يعارضون الحجر الصحي وخصوصا إقفال دور العبادة . كما قرأت بعض من مقالات العلمانيون ، تدعي للأخذ بالأسباب العلمية للوباء من وقاية وحجر ولقاح ودواء ، دون أخذ أي اعتبار لمشيئة الله من عذاب وابتلاء ، وهؤلاء يدعون إلى البحث عن لقاح ودواء للمرض والعمل بأعمال الوقاية من تعقيم ونظافة وحجر ، دون النظر إلى الغيبيات والتي تعني مشيئة الله .
ومن خلال قراءاتنا لهذه المعطيات ، يتضح لنا إن رؤية المؤمنون لمكافحة وباء كورونا وربطها فقط بالسماء دون إعطاء إعتبار للأسباب هي نظرة خاطئة ، ولا تتفق مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الواضحة والصريحة حول الأخذ بالأسباب . كما يتضح لنا إن رؤية العلمانيون للأخذ بالأسباب فقط ، في مكافحة الوباء دون أخذ أي اعتبار لمشيئة الله من عذاب أو ابتلاء رؤية غير صحيحة أيضا وهي مرتبطة بعدم إيمانهم بالله .
وفي تقديري إن الرؤية الصحيحة هي الرؤية التي تربط بين مشيئة الله والأسباب ، وأكيد إن اصحاب مثل هذه الرؤية يرون إن الحل في مواجهة وباء كورونا ، يكمن في الاخذ بالأسباب من وقاية كالتعقيم والنظافة والحجر واللقاح والدواء ، ثم بالدعاء والاستغفار والتوبة ، والالتزام بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، والتي تتمثل في الإيمان بأركان الإيمان السته ، واداء أركان الإسلام الخمسة ، وتحري الحلال من الرزق ، والعمل بما أمر الله ورسوله به ، والانتهاء عن ما نهى الله ورسوله عنه .