نلاحظ ان بعض الناس رغم مؤهلاتهم وما يحملونه من شهادات وتخصصات، الا انهم عاجزون عن إظهار ملاكاتهم المهنية الافتراضية وممارسة اعمالهم بصورة ابداعية وايجابية يستفيد منها المجتمع.
لذا نجدهم يقفزون للقيام ببعض الاعمال الاخرى، واغلبها في مجال الانشطة السياسية والاجتماعية والمدنية، وهي في الأساس بعيدة كل البعد عن تخصصاتهم المهنية والوظيفة ، محاولين من خلال ذلك القفز إرضاء الذات كتعويض عن ممارسة مهنهم وتخصصاتهم العلمية الأصلية بسبب عدم اتقانهم لها من ناحية، ومن ناحية انهم يخلقون مبرر أمام الاخر الذي قد يلتمس لهم الأعذار كما يتصورون ذلك.
من هنا تولد السلوك الفهلوي بحيث يصبح البديل بنظرهم يحتاج إلى كفاءة مطلوبة قادرين على أدائها بامتياز، وهي الفهلوة، مستغلين شبكة العلاقات والروابط الاجتماعية التي تساعدهم علئ ممارسة السلوك الفهلوي الذي يوفر لهم مناخ مناسب للكسب المادي من ناحية، ويمكنهم من الظهور والحضور اامجتمعي من ناحية أخرى.
لم تقتصر مخاطر الفهلوة على نمط السلوك الاجتماعي عند هؤلاء فحسب، بل أثر مخاطرها حين تصبح سلوك يعم المجتمع ويلقي رواجا عند فئة المثقفين وحملة الشهادات العليا والنخب القيادية التي تسهل لهم ممارسة رغباتهم وطموحاتهم تلك أكثر من مساعدتهم للآخرين الذين نأوأ بأنفسهم عن هذا النمط من السلوك.
إذ نجدهم مستغلين ثقة العامة وغير المتخصصين بهم ، حيث نراهم بكل سهوله يتسابقون على تأسيس المنابر الثقافية والمنظمات الاجتماعية والمدنية يقتاتون منها وتحقق لهم مآرب شخصية عبر امتهانهم سلوك الفهلوة.
يمكن القول بان عوامل كثيرة قد ساعدة على استشراء الشخصية الفهلوية في ايامنا هذه منها:
اولا. اننا مجتمعات تاخذنا العواطف والعصبويات بصورة أكبر من الواقعية.
ثانيا. مستغلين تقديرات العامة التي تراعي بعض الجوانب والمعايير الجندرية او الوطنية مثلا التي تغظ النظر عنهم ومن ثم يتبوا هؤلاء مواقع أو يحصلون على مكاسب وهي بعيدة عن معاييرها الحقيقية، الأمر الذي ادئ إلى ان اصبحت كثيرا من مؤسساتنا اليوم مرتعا للعديد من الشخصيات الفهلوية التي تحاول أن تتصدر المشهد فيها بحكم الفهلوة وعلاقاتهم بالقيادات- الفهلوية ايضا في تلك المؤسسات_
والشي المؤسف والمخيف هو عندما نجد بعض المسؤولين والقيادات منبهرين بتلك الشخصيات متاثير بأسلوبه الفهلوي، إذ نجدهم يحضوا باهتمام القيادات.
اعرف بعض من تلك الشخصيات الفهلوية التي وصلت بوقت قياسي جدا إلى مراتب عليا، وغيرت من مواقفها بالفهلوة، بينما هناك من الكفاءات الحقيقية ظلت قابعة في مكانها. ليس ذلك فحسب، بل نجد البعض ينظرون لضرورة استخدام هؤلاء في صراعهم مع الغير من حيث انهم قادرين على اطاعتهم بتنفيذ ما يطلب منهم، او حاجتهم للمديح والتلميع بواسطة هؤلاء خصوصا في زمنا هذا الذي يشهد حركة واسعة في نشر الاخبار المفبركة والتظليل والتلميع والتزوير والتشهير بالاخر.
فهل أصبحنا نعيش زمن الفهلوة؟