يتصدر موضوع إعداد المعلمين الخطوة الأولى التي يستقيم عليها التعليم عبر معاهد اعداد المعلمين وكليات التربية. دون شك ستواجهها العملية التعليمية، والمتمثلة بتدهور اهم مصدر من مصادر العلمية التعليمية، الا وهو المعلم الذي بدونه لما استقامة العملية التعليمية، إذ تفيد المؤشرات إلى إننا أمام وضع ينذر بالخطر ربما سنشهد مستقبلا تنقرص فيه مهنة المعلمين وأساتذة الجامعات.
وقد اظهرت مؤشرات إقبال الطلاب على كليات التربية في الجامعات الحكومية تدني كبير وهي الكليات المعنية بإعداد وتاهلين معلمين الغد، حيث كانت مؤشرات القبول في العاميين الدراسيين الماضية وهذا العام ايضا تدني واضح في تسجيل الطلاب في كليات كليات التربية في أكثر من جامعة، إذ سجلت كليات التربية في الجامعات الحكومية حالة غير مسبوقة في تدني إقبال الطالب على الالتحاق بأقسام كليات التربية المختلفة. هذا التدهور يُعد مؤشر ينذر بأزمة خطيرة تهدد مستقبل التعليم في بلادنا.
الأمر الذي بات يهدد بأغلاق بعض الأقسام العلمية المهمة في الكليات،
وارجع أسباب عزوف الطلاب عن الالتحاق بكليات التربية بشكل عام إلى توقف توظيف خريجي كليات التربية منذ عشر سنوات؛ التحاق الشباب في التجنيد العسكري أو الهجرة . وقد أدت هذه الأوضاع إلى فقدان الشباب لطموحاتهم نحو التعليم الجامعي في كليات التربية للتأهل لوظيفة التدريس في التعليم العام والجامعي والبحث عن فرص أخرى للحياة وللدراسة وللعمل، حيث تلوح في الأفق إننا أمام مستقبل مظلم قد تُغلق فيه المدارس والجامعات وانعدام الكادر التعليمي الذي يُعد العمود الفقري لأي نهضة حضارية.
بل ان قيمة المعلم وكرامته قد أصبحت في الحضيض وذلك عندما اصبح راتب المعلم لا يتجاوز 100 ريال سعودي، وراتب الأستاذ الجامعي بالكاد يصل إلى 300 ريال سعودي.
إن تدني رواتب المعلمين يجعلهم يعيشون حالة من الإحباط التي تنعكس سلبا على أدائهم التدريسي، ناهيك عن انقطاع رواتب المعلمين لفترات طويلة.
وعليه نرى من الأهمية بمكان في التفكير الجاد في الاهتمام بالمستوى المعيشي للمعلمين ورفع معانتهم وتحسين مستوى معيشتهم، كما يجب أن يتلقى المعلم الحوافز المادية والأدبية التي تثير تفكيره وابداعاته والحفاظ على اداء واجباته واحترام مهنته..
د.فضل الربيعي