العربي عامة وعرب هذه البلاد خاصة دخلوا عجائب وغرائب منذ ستينات القرن الماضي وحتى اليوم، ولا أهل الشمال ولا أهل الجنوب قدّموا قراءة موضوعية وشجاعة لتجربتهم كيف كانوا؟ وكيف أصبحوا؟..
البلاد العربية تحكمها مخططات معدة خارجياً وجاهزة للتنفيذ قطرياً من قِبل قوى محلية بمسميات شتى لا تسمن ولا تغني من جوع، ومن ذلك المخطط الاستخباري الخارجي الذي قضى بفتح ساحة سماها ساحة الشباب تنطلق منها مسيرات تحدد هتافها "الحل أو ارحل".. "ارحل.. ارحل!"، وحملت القضية شهادة ميلادها ورد فيها اسم الأب و "اسم الأم" وحملت شهادة الميلاد تاريخ ولادة الحركة الشبابية 11 فبراير 2011م.
في انتخاب توافقي خالٍ من المنافسة ثم انتخاب هادي رئيساً يوم 21 فبراير 2012، وتقرر احتلال الحوثي لصنعاء يوم 21 سبتمبر 2014م، وتقرر احتلال الحوثي لصنعاء يوم 21 سبتمبر 2014م، وهرب هادي مرتين: مرة من صنعاء يوم 21 فبراير 2015م إلى عدن، وهروبه من عدن إلى السعودية يوم 26 مارس 2015م، وذلك باحتلال الحوثي بعدن وانسحابه بعد ذلك في 17 يوليو 2015م، وبعد انسحاب الحوثيين عصفت بعدن أعمال بلطجة وكان وراء ذلك جهة رسمية..
قضى المخطط الخارجي بعقد مؤتمر الحوار الوطني إلا أن الشرفاء الوطنيين الصادقين مع الله ومع أنفسهم ومع شعبهم أمثال عبدالله عبد المجيد الأصنج، والشيخ أحمد فريد الصريمة رئيس "المؤتمر الوطني لشعب الجنوب" الذي أجرت معه الزميلة "الديار" الصنعانية حوارا في عددها الصادر يوم الإثنين 6 مايو 2013م، الذي أفاد في مدخل حديثه أن مؤتمر الحوار الوطني المنعقد حاليا في صنعاء فاشل ومبني على الكذب والغش بعد إعلان انسحابه (أي الشيخ الصريمة) من المؤتمر، وقال في تصريح لـ "السياسة" من مقر إقامته في مسقط سلطنة عمان: "إن الآليات التنفيذية للحوار لا تمت إلى المبادرة الخليجية بصلة ولا تمت إلى قرارات مجلس الأمن الدولي بصلة أيضا في ما يخص القضية الجنوبية".
وأضاف الشيخ الصريمة: "لا شرعية ولا سند لما يسمي بالحوار الوطني؛ لأن أي مخرجات قد تنتج عنه لن يكون لها آلية للتنفيذ، والمسألة برمتها مضيعة للوقت ومؤامرة كبرى على الجنوب".
وأوضح أن "المؤامرة تتمثل في المحور الرئيس وهو القضية الجنوبية التي كان يجب حله أولاً على أساس النقاط العشرين التي تبنتها اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار لكن ذلك لم يحدث".
أضاف الشيخ الصريمة أن "مجموعة كبيرة سلموا بطاقات عضويتهم وقدموا استقالاتهم وانسحبوا من المؤتمر"، وأضاف: "وأنا رئيس مؤتمر شعب الجنوب، وأنا صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فيما يتعلق بمشاركتنا في مؤتمر الحوار الوطني وسبق وإن حددنا انسحابنا من المؤتمر".
في معرض إفاداته رأى الشيخ الصريمة أن الرئيس عبدربه منصور هادي ليس بيده شيء، وأن مقاليد الحكم والقرار بيد القوى المتنفذة والفاسدة السابقة في صنعاء.
حدّد الشيخ الصريمة موقفه المبدئي تجاه ما جرى من سفاسف الأمور وتفرغ لشركاته وقضايا شعبه في المنعطفات البائسة، وقدم المال نقدا معينا وعلاجا في المستشفيات ولمؤسسة النور الفريد لمرضى السرطان حتى توفاه الله يوم السبت الموافق 27 مايو 2017م الفاتح من رمضان 1438هـ، رحم الله شيخنا الجليل أحمد فريد الصريمة.