لا يسعني إلا أن أنحني إجلالا لستالين جراد الجنوب ( الضالع ) ، تلك المنطقة التي أبت أن تركع إلا لله سبحانه وتعالى ، بالرغم من توالي هجمات التتار والمغول والبرابرة عليها ، منذ النصف الثاني من القرن العشرين حتى اليوم ، مسجلة بذالك تاريخا اسطوريا لم تسجله أي منطقه أخرى في العالم ، إلا منطقة ستالين جراد في روسياء ، إبان الحرب العالمية الثانية ضد الغزاة الألمان .
كما لا يسعني إلا أن انحني إجلالا ، لكل امرأة حرة ضالعيه تشارك إخوانها الأشاوس اسود الضالع في معارك الشرف لصد المغول والبرابره ، كما تشاركهم في تحمل معاناة حصار البرابره .
كما لايسعني إلا انحني إجلالا لكل دمعة تذرفها حراير الضالع لفقدان عزيز سوى أبا أو أخا أو زوجا أو ابنا أو قريبا .
كما لا يسعني إلا أن أنحني إجلالا لهؤلاء الحرائر وهن يمدن المقاتلين بالماء والغذاء ، أو يداوين الجرحاء ، أو يسهرن على رعاية وتربية أشبال الاسود في الضالع .
كما أني أنحني إجلالا لذالك الطفل الضالعي ، الذي يلعب في فناء منزله مع أقرانه دون خوفا أو وجل من رصاص وقذائف مدفعية وصواريخ البرابرة ، كما اني لم أرى سخرية قط في حياتي مثل هذه السخرية التي قراتها في عيون ذالك الطفل الضالعي من رصاص وقذائف مدفعية وصواريخ البرابرة .
كما إني أنحني أجلالا أمام تلك العجوزة الضالعية التي باعت بقرتها التي تمتلكها فقط ، من أجل أن تشتري ذخيرة للمقاتلين في الجبهات لصد هجمات المغول البرابره .
كما أني أنحني إجلالا لذالك الشيخ الضالعي ، الذي بلغ من الكبر عتيا ووهن العظم منه واشتعل الرأس شيبا ، وهو يتعتق بندقيته العتيقة يقاتل بها إلى جانب أبناءه واخوانه من اسود الضالع لصد هجمات البرابره .
كما إني أنحني إجلالا لأولئك الرجال ، الذين شهد لهم البرابرة بأنفسهم بأنهم جنا وليس بشرا ، عندما كتب أحد هؤلاء البرابرة لصديقه أننا نقاتل جنا وليس نقاتل بشرا ، نعم انهم جنا في الحرب ملائكة في السلم .
نعم أنني أنحني إجلالا للضالع ، بشرا وشجرا وحجر ، الضالع التي جعلتها شجاعتها وكبرياءها وشهامتها وكرمها تدفع أكبر قدر من ضريبة الدم لدفاع عن حرية الجنوب واستقلاله .
ستظل الضالع وابناءها الاشاوس هم الطليعة ، وسيظلون رمزا لنضالات شعبنا المتعاقبة عبر عصور التاريخ ، من أجل الحرية والاستقلال والتقدم والرقي .