شرعية المليشيات .. لا تمتلك جيش وطني

2019-09-01 05:56

 

لم يعرف اليمن ((الشمال)) على مر التأريخ جيش وطني بالمصطلح الوطني المتعارف عليه في البحوث والدراسات المتنوعة على مستوى العالم ، كانوا ولا زالوا يمتهنون العسكرة أو الجندية كمصدر رزق لا اقل ولا أكثر ، وولائهم للقائد او لمحاسب الوحدة العسكرية و الرئيس .

 

حتى الرئيس الراحل عفاش مكث في الحكم 33 عام ولم يستطيع تأسيس جيش وطني يدافع ويحمي الجمهورية وعاصمتهم صنعاء من زحف بضع آلاف من مليشيات بدائية الفكر والتسليح ، إنهار الجيش العائلي بعد إنهيار النظام العائلي لعفاش .

 

أما في الجنوب كان هناك جيش وطني تعاقب على قيادته من كل مناطق الجنوب ، رغم قلة عدده وتواضع تسليحه إلا أنه كان رقم صعب في المنطقة والإقليم بسبب شجاعته وعقيدته القتالية الشرسة ، أيقن عفاش أن للا سلطة له ولا حكم سيستتب بوجود قوات الجيش الجنوبي على قيد الحياة ، فكان الجيش الجنوبي أول ضحاياه بعد الوحدة المشؤومة للأسف الشديد .

 

نعود لإحداث الغزو اليمني ((الشمالي)) الثالث للاراضي الجنوبية وتدخل الطيران الإماراتي في ضواحي عدن ، لم أرى أغبى وأحمق من شرعية الرئيس هادي وحكومته وحزب الإصلاح الإخواني المسيطر على القرار الرئاسي ، العالم والسعودية يعوا تمام ما أقدمت عليه دولة الإمارات العربية المتحدة كدفاع عن النفس بقصف مجاميع من الإرهابيين الذين جندتهم الشرعية الإخوانية لغزو الجنوب وعدن ( والدليل القطعي موجود ) .

 

عندما ننظر إلى كشف قتلى آل طعيمان المآربيين الذي تجاوزوا العشرين فرد بنقطة العلم بضواحي عدن ، سنجد أن أسمائهم خالية من أي صفة عسكرية أو رتب عسكرية مطلقا أو حتى زي عسكري و اغلبهم بلباس مدني وموضح بمقاطع الفيديو والصور ، وهذا دليل على إستعانة الشرعية بمرتزقة وبإرهابيين وليسوا جيش وطني كما يدعون .

 

لا يوجد جيش وطني كما صرح به وزير الدفاع اليمني المقدشي على وسائل الاعلام المرئية والمسموعة في مأرب ، وقال 70% من قوام الجيش الوطني اليمني وهمي ، وان بقية الجيش الوطني بني على أساس مناطقي وشراء الولاءات فقط .

 

من حق الإمارات أن تدافع عن نفسها ومصالحها وحلفائها ، لم يتدخل الطيران الإماراتي في عتق وشبوة رغم تمزيق العلم الإماراتي ودعس صور قادة الإمارات في عتق وبلحاف ، ولم يصدر عن شرعية الذل والهوان أي إعتذار أو توضيح عن تلك الإساءات والتجاوزات المتكررة بحق أشقائنا الإماراتيين وقادتهم وحكامهم ، ولم تصدر أي توجيهات رئاسية أو عسكرية تردع أو توبخ مرتزقة مأرب الإخوانية ، ومع هذا إلتزمت الإمارات كعادتها بضبط النفس رغم مرارته .

 

رغم بيان التحالف بعتق بالتهدئة ووقف لإطلاق النار ، ورغم توجيهات وزارة دفاع الإخوان توغلت مليشيات مأرب الإخوانية حتى وصلت العرقوب وصولا لزنجبار أبين ولم يتدخل الطيران الإماراتي رغم نقضهم المواثيق والعهود .

 

أدركت الإمارات أن مرتزقة مأرب الإخوانية هدفهم غزوا العاصمة عدن ، ولن تكون عدن بأفضل حال من عتق وبلحاف وسيتم محاصرة القوات المسلحة الإماراتية في مطار عدن والقاعدة الإدارية في البريقة وصولا لقاعدة العند بلحج ، وسيقومون بإستهداف تلك المواقع وسيتذرعون بأنها مجاميع من المقاومة الوطنية الشمالية والجنوبية المنفلتة وليست قوات من الجيش الوطني ، وإجبارهم على الإنسحاب كما حدث للقوات الإماراتية في بلحاف وإنسحابها إلى المكلا .

 

وسيتم إحراق العلم الإماراتي وتمزيقه كما حدث بتظاهرة لئام تعز بعد صلاة الجماعة بساحة إخوان تعز ، وسيتم دعس صور قادة الإمارات وحكامها في عدن العاصمة ، وهذا ما أدركته القيادة الإماراتية وقررت عدم تكراره حتى لو تطلب الأمر أن تذهب الإمارات أبعد مما قد يتصوره البعض ، كما أنها أدركت حجم المؤامرة الخارجية والداخلية على حلفائها الجنوبيين ولا مجال لتركهم وحيدين دون مساندة .

 

ولهذا أرى أن على شرعية مليشيات هادي أن تدرك تماما بأنها فتحت على نفسها باب واسع من أبواب جهنم قد لا يقفل بسهولة ، وحتى لو غادرت الإمارات العربية المتحدة عدن والجنوب ، سيتم تدشين مرحلة قادمة لن تكون إلا بداية قوية للقوات المسلحة الجنوبية وبتسليح كمي ونوعي من دبابات وراجمات وصواريخ وحتى طائرات الدرونز المسلحة .

 

كما أن قبائل وشعب الجنوب ادركوا حجم كمية الحقد والكراهية التي رأوها في عيون وتصرفات جيش مرتزقة مأرب الإخواني ، وقطعوا على انفسهم عهدا ووعدا بألن يمروا مرور الكرام في المرات اللاحقة إن كرروا فعلتهم المشينة .