تحت عباءة حريّة الصحافة، هاجموا الأحزمة الأمنية والنُخب، وشوّهوا قضيتنا وألصقوا بها كل مُعيب، ولأننا مثاليين زيادة على اللزوم، سمحنا بهكذا أفعال، وتعاطينا معهم وهم يقذعون أبطالنا ويشتمونهم ويصفونهم بأقذر الأوصاف..!
تحت عباءة البحث عن الرزق، دخلوا إلينا وتمركزوا وأنتشروا في الأسواق والشوارع، وكل يوم يرسلون التقارير ويستطلعون ويتحسسون الأماكن والمعسكرات، ولأننا مثاليين زيادة على اللزوم، سمحنا لهم وتركناهم وتعاطفنا معهم ودعمناهم، وهم يترقبون نداء أسيادهم للإنقضاض علينا..!
تحت عباءة تسيير الأعمال وتأمين الخدمات، وصلت الحكومة الشرعية لقلب عدن، ومن قصر معاشيق كان وزرائها يحيكون مؤآمراتهم ضدنا، ويتربصون بنا وبقضيتنا، ويعرقلون كل فرصة للتنمية أو الإستقرار، ويختلقون الأزمات والمواجهات، ولأننا مثاليين زيادة على اللزوم، تأملنا وبسذاجة فجّة، أن يصدق الذئب في عهوده للراعي، ولا ملامة للذئب إن كنا خِراف..!
تحت عباءة التسامح والتصالح، سمحنا للأصوات الخائنة أن ترتفع، وأصبحت الخيانة وجهة نظر، ولا يتردد أذناب الشمال ولا يخشون الملامة، ويرددون نشيد خيانتهم في الغدو والآصال، بل وصل بهم التمادي حد التحدي والتهديد والوعيد، ولأننا مثاليين زيادة على اللزوم، تركناهم وتركنا آمالهم وأحلامهم وتطلعاتهم تكبر وتتوسع، بل تركناهم وهم يشكلون الائتلافات والجمعيات والهيئات التي تتبنى اعادة دولة الوحدة، وتعادي مشروع الجنوب بكل وضوح..!
تحت عباءة التحالف العربي، تستغلنا الدول، وتستغل فقر وعازة وحاجة شبابنا، وتدفع بهم لخوض حروب بالنيابة عنها في حدود خارج الجنوب بآلاف الكيلومترات، ولأننا مثاليين زيادة على اللزوم، شجّعنا المقاتلين ورفعنا حماستهم، تحت شعارات الأمن القومي العربي، ومحاربة التمدد الفارسي، ونسينا أن الجنوب لا يزال تحت قبضة عصابات الشمال وسماسرة النفط والغاز، ولم نحصل على ضمانات ولا وعود صريحة من تلك الدول لإستعادة دولتنا المسلوبة المنهوبة..!
لأننا مثاليين في زمن الفوضى، ستأكلنا ضباع السياسة، وستمتص دماء أبنائنا خفافيش الحروب..!
آن الأوان لنقول "لا"، آن الأوان لنضع عواطفنا ومثاليتنا على الرف، حتى تضع الحرب أوزارها، ويتوقف سيل الدماء وشلال الأرواح الصاعد للسماء، فلا مكان للعاطفة والمثالية الزائدة في ساحات الحرب ودهاليز السياسة القذرة، ومن يهمه أمرنا سيأتي إلينا، ويمد يد العون لنا، وأضعف الإيمان أنه لن يقف ضدنا..!
أرفعوا رؤوسكم، فالحرب لم تنتهي بعد، وكما قطف جوّاس رأس حسين بدر الدين الحوثي، سيأتي اليوم الذي نقطف فيه رأس عبدالملك بدر الدين الحوثي، وبذاك سنكون قد ثأرنا لأبطالنا...!
وبالله الحول والقول، وهو الجبّار المنتصر
#شدوا_الأحزمة
✍️ محمد حبتور